إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

حول مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي
(علماء) بزعمهم!!

د. عمر القراي


حول مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي
(علماء) بزعمهم!!



لماذا يدعى وعاظ التكفير الى مؤتمر التسامح؟!


وحين ابعد عن المؤتمر ، اصحاب الرؤية المتقدمة ، دعي اليه وعاظ التكفير ، من امثال د. عبد الحي يوسف!! مع ان الرجل ، لا يؤمن بمجرد التقارب بين الأديان!! فقد أفتى ، بقوله: (... فان الدعوة الى التقارب بين الاديان يراد من ورائها التسوية بين الحق والباطل والهدى والضلال والكفر والايمان ..... فالتقارب بين الاديان بدعة ضلالة تولى كبرها الماسون ومن خدع بهم أو باع آخرته بدنياه) (عبد الحي يوسف: فتاوي العقيدة والمذاهب – الجزء الأول صفحة 20) .. ولقد قام عبد الحي ، بتكفير كل من ينضم الى الحركة الشعبية من المسلمين ، فقال (فلا يجوز لعبد يؤمن بالله واليوم الآخر ان ينضم لحركة تعادي الإسلام وأهله سواء ان كانت الحركة الشعبية أو غيرها من الاحزاب الإلحادية والعلمانية التي تجاهر بعدواة الإسلام أو تكون برامجها مشتملة على الدعوة الى إقصاء الدين عن الحياة ... والحركة الشعبية على وجه الخصوص لم تخف في يوم من الأيام عداوتها للإسلام وأهله واعلنت مراراً عن نيتها وسعيها لإقامة ما يسمونه بالسودان الجديد يعنون بذلك سوداناً علمانياً لا مكان للدين فيه ، كما انهم قد بدت البغضاء من افواههم تجاه كل ما يمت للعروبة بصلة ، وما فتئوا ينادون بان سكان السودان الأصليين هم الزنوج وأن العرب الجلابة ليسوا الا غزاة الى غير ذلك من الترهات التي يبثونها ويدندنون حولها مراراً تكراراً ، وان المرء لا ينقضي منه العجب حين يرى منتسبين الى الإسلام يسارعون فيهم لنيل عرض من الدنيا قليل يبيعون من اجله دينهم ويوادون من حاد الله ورسوله فاذا عوتبوا يقولون "نخشى ان تصيبنا دائرة " وهم يجهلون حكم القرآن الواضح "يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين") (المصدر السابق صفحة 24-25).. ولقد ناقشنا ما تنطوي عليه هذه الفتاوى ، من جهالات ، ومفارقة للدين من قبل ، مما يغني عن التكرار (راجع: عمر القراي: أشياخ التكفير أساتذة جامعات؟!)
ولكن المهم في هذا المؤتمر، ان السيد رئيس الجمهورية ، قد خاطبه وحث المؤتمرين على (التسامح والوسطية واغلاق الطريق امام التطرف الديني والفكر التكفيري)!! (الصحافة 5/7/2007م) ونحن نحمد للسيد الرئيس ، هذه البادرة ، ولكننا نتساءل ترى الى من كان يشير سيادته؟ هل يشير الى عبد الحي ، الذي كفر اعضاء الحركة الشعبية ، أم الى انصار السنة ، الذين درجوا على تكفير السادة الصوفيه ، واتباعهم وزوار اضرحتهم؟ أم الى (العلماء) من اعضاء المؤتمر الوطني ، الذين كفروا د. الترابي ، الذي كان في يوم من الأيام شيخهم ومرشدهم؟! ومهما يكن من امر، فان دعوة السيد الرئيس ، لن تجد اذناً صاغية .. وذلك لأن الفهم الذي عليه المؤتمرون ، لا يستطيع ان يتجاوز التكفير، الى التفكير في النصوص ، وما يمكن ان تحمله من معاني متجددة ، ومتطورة ، تستطيع ان تستوعب اكبر منجزات الحضارة الانسانية الحالية - مواثيق حقوق الانسان ..