إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..
حول مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي
(علماء) بزعمهم!!
د. عمر القراي
حول مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي
(علماء) بزعمهم!!
شهادة د. الطيب زين العابدين:
في تعليقه على المؤتمر ، ذكر د. الطيب زين العابدين ، ان الكاردينال زبير واكو ، رئيس اساقفة الكنيسة الكاثوليكية ، قد ذكر في بداية كلمته ، انه حضر مؤتمر حوار الاديان عام 1994م ، وقرر بعدها الا يحضر مثل هذه المؤتمرات ، لأن ذلك المؤتمر قد كان اشبه بالعرض المسرحي!! وكان تعليق د. الطيب (كان المناخ في أول التسعينات شمولياً "يقطع النفس" وكانت الحرب "الجهادية" في الجنوب على أشدها ، وكانت "الإنقاذ" تظن انها أصبحت دولة عظمى ورقماً لا يمكن تجاوزه في القارة الافريقية والعالم الإسلامي! ولم تكن في حاجة لأن تستمع لشكوى الاسقف الكاثوليكي "المسكين" دعك من ان تستجيب له في حاضرة دولة "المشروع الإسلامي") .. ولكن عن المؤتمر الحالي ، الذي شاركت منظمته فيه ، قال د. الطيب (السبب الرئيسي في نجاح المؤتمر الحالي انه جاء في مناخ سياسي مختلف ، في عقب اتفاقية السلام الشامل التي مكنت الجنوبيين من حكم الجنوب تماماً والمشاركة في حكم الشمال ، وفي ظل دستور ديمقراطي تعددي رغم "اللكلكة" التي تعتري تطبيق مواده الخاصة بالحريات) (الصحافة 10/7/2007م).
أول ما تجدر الاشارة اليه ، هو ان المؤتمر ليس مؤتمراً سياسياً ، حتى يتأثر باتفاقية السلام مباشرة ، وانما هو مؤتمر يقوم على المفاهيم ، والافكار ، وهذه لا تتغير بين عشية وضحاها، وهي لم تتغير، حين اضطرت الحكومة لتغيير خطابها السياسي ، وهذا هو سبب "اللكلكة" في التنفيذ التي اشار اليها د. الطيب .. واذا كانت المواد الخاصة بالحريات ، ومنها حرية الاعتقاد والتعبير ، وهي روح الدستور ، لم تطبق كما ذكر د. الطيب ، فهل يظن ان هنالك تغيير جوهري ، يمكن ان يجعل هذا المؤتمر ناجحاً؟! أم لعل الدكتور يرى ان الفقهاء ، ووعاظ التكفير، قد غيروا افكارهم ، وآمنوا بالتسامح مع المسيحيين ، لانهم خرجوا بهذه الوصايا ، فان كان ذلك كذلك ، فانه لا يعدو النظر السطحي للامور .. ان خلاصة المؤتمر، هي محاولة خداع المسيحيين ، وتضليلهم ، وخداع المجتمع الدولي ، كأستراتيجية لمواجهة خطر التدخل الاجنبي ، ولقد شارك د. الطيب زين العابدين ، بوعي ، او بغير وعي ، في هذا التضليل المنظم!!
ان واجب د. الطيب ومنظمته ، ان يشير الى الاضطهاد الديني ، الذي بلغ حد هدم الكنائس في الشمال ، فان اوقفت هذه الممارسات بعد اتفاقية السلام ، يجب ان تتم المطالبة بالمحاسبة والتعويض .. لماذا تنقل صلوات المسلمين ، في الإذاعة وفي التلفزيون ، وتوظف برامج عديدة لشرح دينهم ، ولا يجد المسيحيون ، واصحاب الاديان الاخرى ، فرصة في الاعلام القومي؟! لماذا يدرس الدين الإسلامي، في مدارس النازحيين ، ومعظمهم من غير المسلمين، ويعتبر النجاح فيه ، شرطاً للفبول في جميع الجامعات ، مما يضيق فرص غير المسلمين؟! ولماذا لم يثر د. الطيب زين العابدين هذه القضايا ، بدل التعميم والتضليل ، الذي سار عليه المؤتمر؟
ان شهادة د. الطيب زين العابدين عن هذا المؤتمر مهمة ، لعدة اسباب ، منها انه صاحب منظمة تدعو للتعايش السلمي بين الاديان في السودان ، وانه يمثل نشاطاً ملحوظاً ناقداً للحركة الإسلامية ولحكومتها. ولكنه لما كان لا يزال يتحرك تحت خيمة الفهم السلفي ، فقد عجز عن رؤية المفارقة التي ظهرت في هذا المؤتمر .