إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..
حول مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي
(علماء) بزعمهم!!
د. عمر القراي
حول مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي
(علماء) بزعمهم!!
ما لا يعلمه (العلماء):
ان الذين شاركوا في هذا المؤتمر من (العلماء) ، والفقهاء ، يعتمدون على الفهم السلفي للإسلام .. وهم لذلك ، لا يفهمون ، ولا يقبلون ان هناك مستوى من الإسلام ، اكبر من الشريعة الإسلامية!! ولا يتوقعون قيام دولة انسانية ، تقوم على أصول القرآن والسنة ، ثم تختلف من الدولة التي اقامها النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة . ولقد قامت الشريعة ، وقام التطبيق العملي ، في الدولة الإسلامية الاولى ، على عدم التصالح ، وعدم التسامح ، مع النصارى واليهود .
جاء في تفسير قوله تعالى (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزيّة عن يد وهم صاغرون) (وهذه الآية الكريمة نزلت أول الأمر بقتال أهل الكتاب بعد ما تمهدت أمور المشركين ودخل الناس في دين الله افواجاً واستقامت جزيرة العرب أمر الله رسوله بقتال أهل الكتابين اليهود والنصارى .... وقوله "حتى يعطوا الجزيّة" أي ان لم يسلموا "عن يد" أي عن قهر لهم وغلبة "وهم صاغرون" أي ذليلون حقيرون مهانون فلهذا لا يجوز اعزاز أهل الذمة ولا رفعهم على المسلمين بل هم اذلاء صغرة اشقياء كما جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام واذا لقيتم احدهم في طريق فاضطروه الى اضيقه" ولهذا اشترط عليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه تلك الشروط المعروفة في اذلالهم وتصغيرهم وتحقيرهم) (تفسير ابن كثير – الجزء الثاني ص 332). وجاء في تفسير قوله تعالى (يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين) (ينهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين من موالاة اليهود والنصارى الذين هم اعداء الإسلام وأهله قاتلهم الله ثم اخبر ان بعضهم اولياء بعض ثم تهدد وتوعد من يتعاطى ذلك فقال "ومن يتولهم منكم فانه منهم " الآية . قال ابن ابي حاتم حدثنا كثير بن شهاب حدثنا محمد يعني ابن سعيد بن سابق حدثنا عمرو بن ابي قيس عن سماك بن حرب عن عياض ان عمر أمر ابا موسى الاشعري ان يرفع اليه ما اخذ وما اعطى في اديم واحد وكان له كاتب نصراني فرفع اليه ذلك فعجب عمر وقال: ان هذا لحفيظ هل انت قارئ لنا كتاباً في المسجد جاء من الشام فقال انه لا يستطيع فقال عمر: أجنب هو؟ قال: لا بل نصراني قال فانتهرني وضرب فخذي ثم قال أخرجوه ثم قرأ "ياايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء" (المصدر السابق ص 64)
هذا ما قامت عليه نصوص الشريعة ، وتطبيق الاصحاب رضوان الله عليهم لاحكامها .. فان كان (العلماء) ، الذين دعوا لهذا المؤتمر، لا يعرفون هذا ، يصبح انشغالهم بالفقه لغواً باطلاً . وان كانوا يعرفونه ، ويؤمنون به ، ثم يخفونه عن اخوانهم المسيحيين ، فان المصيبة عندئذ تكون أعظم!!