الأخت الجمهورية كداعية إلى الدين
واليوم، فإن الأخت الجمهورية إنما تفتتح عهداً جديداً للدين.. عهداً تبرز فيه المرأة المصونة، المسئولة، إلى مقام كرامتها الحقيقية، وتحررها الحقيقي، لأول مرة في التاريخ، كداعية إلى الدين.. والدعوة إلى الدين واجب، وحق، ما أقعد المرأة عنه، فيما مضى إلا حكم الوقت، حيث كان ميدان الدعوة الدينية القائم على الجهاد بالسيف ميدان مناجزة جسدية ليس لها فيه أدنى حظ، وحيث ضرب عليها الحجاب، وحرم عليها الاختلاط، واليوم، وقد صار أمر الدعوة الدينية إنما يحتاج قوة الفكر والخلق، بينما خرجت المرأة عرفياً، وهي مختلطة وسافرة، فقد برزت الأخت الجمهورية إلى مقام الداعية الدينية لتملأه عن جدارة، وهي السالكة المجودة في طريق السنة النبوية، الداعية إلى الله تعالى بلسان حالها، ولسان مقالها..
وآية المرأة الداعية إلى الدين من كتاب الله تعالى ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويطيعون الله، ورسوله، أولئك سيرحمهم الله، إن الله عزيز حكيم)).. فالمؤمنات، بمقتضى هذه الآية المباركة، من أوجب واجباتهن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. بلسان الحال، ولسان المقال.. ذلك هو الدعوة إلى الدين..
وفي ظل خروج المرأة كداعية دينية تمارس الأخت الجمهورية، اليوم، كافة الواجبات والمسئوليات الدينية، فتتولى أمر الإمامة والآذان في صلاة النساء، وتبرز كمربية دينية للرجال والنساء، وكمنشدة تردد بصوتها العامر بالتقوى القصيد العرفاني وتحضر مجالسه، وكذاكرة مفرِّدة تشارك الذاكرين المفرِّدين مجالس الذكر، وحِلَقه، ومواكبه.. وقد جاء في الأثر النبوي ((سبق المفرِّدون!! قالوا: وما المفرِّدون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيراً، والذاكرات))!! وذلك أخذاً من قوله تعالى ((والذاكرين الله كثيراً، والذاكرات، أعد الله لهم مغفرة، وأجراً عظيماً..)) والمفرِّدون، هنا، الذاكرون الله تعالى باسمه المفرد (الله)، على نحو ما يفعل الاخوان الجمهوريون، والأخوات الجمهوريات، اليوم، وهو (أعظم) الأذكار، لأنه ذكر بالإسم (الأعظم).