إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

الصادق المهدي!! والقيادة الملهمة!! والحق المقدس؟!

التدهور الإقتصادي


لقد شهدت فترة ما بعد أكتوبر أسوأ الأحوال الإقتصادية التي مرت علي البلاد.. فقد كانت الأزمات الإقتصادية متلاحقة، وعاني الشعب أسوأ أنواع الضائقات في معيشته، حتي إضطرت البلاد، في عهد حكم الصادق، أن تستورد الذرة من الخارج.. وقد نشرت جريدة الرأي العام بتاريخ 15/11/1966 نبأ إستيراد الذرة تحت عنوان:-
(إجراءآت شديدة لتوفير الذرة.. إستيراد 300 ألف طن ذرة).. ومعلوم أن الذرة هي الغذاء الرئيسي للبلاد، وما عرف السودان بإنتاج محصول آخر، مثل ما عرف بإنتاجها، وعلي الرغم من ذلك أضطرت البلاد، في ذلك العهد، الي إستيرادها من الخارج..

الصادق ومهزلة محكمة الردة


عندما دبرت الطائفية والأحزاب السلفية، مهزلة محكمة الردة في 18/11/1968 لإسكات صوت الجمهوريين الذي أزعجهم، كان الصادق المهدي من الذين دبروا تلك المكيدة السياسية، ووقفوا الي جانبها.. فأسمعهه يقول في تأييده لها علي صفحات جريدة أنباء السودان العدد الصادر بتاريخ 29/11/1968 ما نصه: (علق السيد الصادق المهدي علي آراء الأستاذ محمود محمد طه الأخيرة بقوله: إن أفكار رئيس الحزب الجمهوري خارجة عن نطاق الدين والشريعة الإسلامية وإن التفكك والإنحراف الذي تعيشه بلادنا هو الذي سهل من قبل لدعاوي الكفر والإلحاد أن تتفشي وإذا أردنا حقا القضاء علي الردة والإلحاد فيجب أن نسعي جميعا لإقامة دولة الإسلام الصحيحة وأضاف السيد الصادق بأن الوضع الحالي كله خارج الشريعة الإسلامية وهذا ما مهد قبلا لإعلان مثل هذه الأفكار والدعاوي الغريبة دون أن تجد من يردعها)، والوضع الذي يصفه الصادق بأنه كله خارج الشريعة الإسلامية هو الوضع الذي حكم فيه الصادق كرئيس للوزراء، وما يرمي إليه من إقامة لدولة الإسلام الصحيحة إنما هو ما كانت الطائفية تسعي إليه من إقامة دستور يلتحف قداسة الدين، والدين منه براء.. ولقد قام الجمهوريون بكشف تضليل الطائفية، وقاموا بمقاومة الدستور الإسلامي المزيف، مما جعل الطائفية تقوم بتلك المحكمة الهزيلة حتي تتخلص من الجمهوريين الذين وقفوا حجر عثرة أمام تنفيذ مؤامرتها المبيتة.
و الصادق المهدي، عندما حكمت المحكمة العليا بعدم دستورية حل الحزب الشيوعي، وهي محكمة ذات إختصاص، وقف ضد حكمها ووصفه بأنه تقريري.. وهو الآن يؤيد حكم المحكمة الشرعية العليا والتي عملت خارج إختصاصها، وبإجراءآت جميعها خطأ!! فهو هكذا دائما يدور مع مصلحته الضيقة، ثم بعد ذلك يتبجح بالحديث عن الإسلام الذي هو أبعد الناس عن قيمه، وعن غاياته!!