التضليل بإسم التقدمية وبإسم الإسلام
إن من أساليب الصادق في التضليل الحديث عن المظهر العصري لحزب الأمة.. وهو تضليل لا يجوز الا علي خفاف الأحلام.. فبعد أن أضطر الصادق الي الرجوع الي حظيرة عمه، جاء في بيان توحيد حزب الأمة- ذلك البيان الذي أعده الصادق وأعوانه، هذه العبارات المضللة المفضوحة، وهي منقولة عن جريدة الصحافة، عدد 13/4/1969: (1- حزب الأمة حزب عصري، ديمقراطي، مفتوح لكل السودانيين، ويكون ملء المناصب القيادية فيه بالإنتخاب 2- بالنظر لزعامة الإمام الهادي المهدي في الحزب، والبلاد، فإنه هو المرشح الوحيد لحزب الأمة لرئاسة الجمهورية).. فهل هنالك تضليل، واستخفاف بأحلام الناس، أكثر من هذا؟!.. هل يمكن أن يكون حزب الأمة حزبا عصريا، ديمقراطيا، وهو الذي يسوق جماهير الأنصار بالإشارة في الإنتخابات، ويستجلبهم الي العاصمة مسلحين ليثيروا في شوارعها الرعب ويسيلوا الدم، وهو يضحي بهؤلاء الأبرياء المستغلين في سبيل زعامة زعمائه من (السادة).. وكيف يكون حزب الأمة عصريا وديمقراطيا وهو الذي يقرر في بيانه ذاك، ويؤكد زعامة (الإمام) المطلقة للحزب وللبلاد؟! وهل منصب (الإمامة) عند الأنصار منصب يتم الإختيار له بالطرق الديمقراطية وليس وقفا علي آل المهدي؟؟ إنه مجرد التضليل، والإستخفاف، بأحلام الناس!! فالكل يعلم أن الهادي لم يتم أختياره لكفاءته السياسية، والثقافية، أو لصدقه، وإخلاصه في خدمة الشعب.. وإنما اختير لأنه إبن المهدي (و إمام) طائفة الأنصار الذي بايعه الأتباع علي الطاعة العمياء، بعد وفاة أخيه (الإمام) السابق.. إن الهادي والصادق ليس لهما وزن شخصي يميزهما، ويعطيهما المكانة التي نالاها.. ولولا وزنهما الطائفي لما نالا زعامة دينية ولا قيادة سياسية في هذه البلاد..
التضليل بإسم الدين
إن الطائفية تستغل الناس بإسم الدين لتحقيق أغراضها السياسية، والإقتصادية.. وهذا هو سلاحها الأساسي.. ولم يكن الصادق المهدي بدعا من الطائفيين، كما حاول هو أن يوهم بعض المواطنين.. فهو يفكر بنفس العقلية التي لا تملك فكاكا من إستغلال الناس عن طريق الدين.. وهو إنما يسعي الي أن يكون وجها جديدا للطائفية، يمد في عمرها، ويضلل عن حقيقتها.. وهو تضليل لا يجوز إلا علي الذين لا يتعمقون الأشياء، وإنما يقفون مع ظواهر العبارات، والشعارات..
و من أمثلة تضليل الصادق بإسم الدين حديثه في الإحتفال بتوحيد حزب الأمة في يوم 12/4/1969 مـ والذي تحدث فيه بعد الإمام الهادي قائلا.. (إن هذا الجمع جاء إستجابة للنداءات لنصرة الإسلام ومن أجل الإصلاح والتجديد ولمحاربة الفساد).. هكذا نسي الصادق، أو تناسي، أحاديثه عن محاربة الطائفية عندما كان في خلاف مع عمه.. وأنعكست الصورة، فأصبح جمع الأتباع هو عمل لنصرة الإسلام.. وأي أسلام هذا الذي يجعل السادة من زعماء الطائفية يسكنون القصور، ويعيشون في دعة ورخاء، علي حساب جماهير الطائفة المكدودين، الذين يعيشون حياة الضنك والفقر المدقع؟؟ وأي فساد أكبر من هذا