إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

الصادق المهدي!! والقيادة الملهمة!! والحق المقدس؟!

القيادة الملهمة


إن المتتبع لسيرة الصادق، ولأقواله، وكتاباته، يستطيع أن يري بوضوح أن مفتاح شخصيته يكمن في عبارة كثيرا ما وردت في كتاباته الأخيرة وهي عبارة (القيادة الملهمة).. فهو، في تحليله لأحداث التاريخ، والصراعات الفكرية التي نشأت في العالم الإسلامي، والتحولات السياسية والدينية التي تمت، والتي ينتظر أن تتم، يرجع دائما الي أمر أساسي هو (القيادة الملهمة).. فالقيادة والإلهام عنده هما الأمران اللذان بهما تتم التحولات الكبيرة في الفكر وفي الواقع.. فمثلا الصادق عندما يتحدث عن فكرة المهدية في الإسلام، في كتابه المشار إليه آنفا صفحة 92 يقول: (و مهما كانت التفاصيل فإن هذه الأصول أفهمت كثيرين بمجيء قيادة مختارة لإصلاح فساد الأحوال.. وفي الأدلة الإسلامية أيضا ما يشير الي إتيان قيادة ملهمة يلهمها الله الصواب ويهديها).. وفي صفحة 94: (إن في الأدلة مكانا واضحا لقيادة مهتدية مرشدة مصلحة للفساد يؤهلها إصلاحها لإستقبال إلهامات روحية).. وهو عندما يريد تلخيص دعوة محمد أحمد المهدي في السودان يقول في صفحة 163 من نفس الكتاب: (و مع تشعب المواصفات والنعوت فإن الذي أصف به الدعوة المهدية هو: أنها قيادة دينية ملهمة توحد الكلمة وتجدد الدين.)
ثم يخلص الصادق من مثل هذه الأقوال عن القيادة (الملهمة) وهي كثيرة جدا في كتاباته الأخيرة الي قاعدة أساسية في التغيير، فأسمعه يقول في صفحة 158 من كتاب: (يسألونك عن المهدية): (إن الصفاء الروحي وإلهاماته، وحاجة الجماعة الملحة للقيادة الملهمة لتنبعث وتتحرك أمور لا يمكن إنكارها إلا من وجهة نظر شكلية بحتة في فهم النظام الإجتماعي ووجهة نظر مادية بحتة في فهم الإنسان): فالخلاصة التي يصل اليها الصادق هي: أن الجماعة لتنبعث وتتحرك، تحتاج، حاجة ملحة، الي قيادة ملهمة.. فإذا كان الصادق يؤمن، ويبشر، في كتابته الأخيرة، ببعث إسلامي مرتقب: وهو بعث حتمي الوقوع: أسمعه يقول (سواء نظرنا من ناحية نظرية عامة، أو إستعرضنا وجودا واقعيا محددا سنجد أن كل المؤشرات تعلن حتمية البعث الإسلامي): وهذا البعث الإسلامي عند الصادق إنما هو بعث للمهدية كما سنوضح في فصل قادم: وقد وضع الصادق صورة متكاملة لفكرة هذا البعث، وضمنها الكتب التي كتبها في سجنه، وفي فترة ما بعد السجن.. فمن يكون (القائد الملهم) الذي تحتاجه الجماعة حاجة ملحة لتحقيق هذا البعث الحتمي إذا لم يكن هو الصادق نفسه؟!
إن كل الدلائل تشير الي أن الصادق يؤمن بحتمية قيادته للأمة كإيمانه بحتمية البعث الإسلامي الذي يبشر به، والذي وضع تصورا لمبادئه، ووسائله، وملابساته، في كتبه: 1- الصحوة 2- الدعوة 3- القوت 4- الرئاسة..