الصادق والبعث الإسلامي
لقد خرج السيد الصادق من فترة معتقله، وما بعدها، برأي محدد عن بعث إسلامي مرتقب، وهو بعث، في نظره، حتمي الوقوع، وهو فيما كتب من كتب، يضع معالم هذا البعث، ويضع وسائل تحقيقه.. ففي كتابه (يسألونك عن المهدية) يتحدث الصادق عن هذا البعث، وعن حتميته فيقول في صفحة 9 من الكتاب: (و إذا تلفتنا الي واقع حياتنا لوجدنا أدلة عقلية تشير الي حتمية بعث الإسلام بعثا جديدا).. ويقول في صفحة 15: (و الخلاصة هي أن ظروف العالم العربي تشير الي حتمية بعث إسلامي)..
و هذا البعث يستدل الصادق عليه، وعلي حتميته، بالأدلة العقلية، التي تنطلق من منطلق الواقع الذي يحتاج الي التغيير.. وهو يستدل عليه أيضا بالقرآن.. فهو بعث حتمي، في نظره، سواء نظرنا إليه من الزاوية العقلية، أو الزاوية الدينية.. فأسمعه يقول في صفحة 245 من نفس الكتاب: (إن تيارات البعث الإجتماعي الروحي والوعي الإجتماعي الإنساني تشير الي إتجاه بعث إسلامي).. وفي صفحة 248 يقول: (إذن، سواء نظرنا من ناحية نظرية عامة، أو إستعرضنا وجودا واقعيا محددا، سنجد أن كل المؤشرات تعلن حتمية البعث الإسلامي.. وكان بإمكاننا أن نستدل علي حتمية ذلك البعث عن طريق داخلي أي من نصوص القرآن ونورد قوله تعالي: (و لقد كتبنا في الزبور، من بعد الذكر، ان الأرض يرثها عبادي الصالحون).. وإذا ربطنا هذا الحديث بما ذكرناه عن موضوع (القيادة الملهمة) عند الصادق، وبموضوع بعث المهدية، وهو ما سنتحدث عنه بعد قليل، يتضح لنا أن أمر البعث الديني الذي يتحدث عنه الصادق مرتبط بشخصه، ثم إذا نحن نظرنا الي أساليب الصادق في تحقيق أغراضه، يتضح لنا مدي الخطر الذي يمكن أن تتعرض له البلاد بسبب طموح الصادق، وبسبب وجود مثل هذه الأفكار في ذهنه..