الحكمة من التسمية
والتسمية بأصول وفروع فيها حكمة كبيرة وضبط وتحديد للمعاني.. فالتسمية تعني أنو، في مسـتوى كبير ورفيع هو المطلوب بالأصالة، هو الأصل.. وفي مستوى أقل منو – فرع نزل منو – نزل للناس على حسب حالهم في القرن السابع، ليسوقهم ويدرّجهم، من حالتهم ديك نحو الأصل المطلوب.. والنزول للفروع يقوم على الحكمة، العبّر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم)).. ودا في معنى قوله تعالى ((لا يكلف الله نفساً إلا وسعها))..
كيف نعرف الأصل من الفرع؟؟
إذا اتضح إنو الإسلام مستويين، وإنو القرآن مستويين – أصول وفروع.. يمكن أن يكون في سؤال زي دا: إيه البدلنا على إنو دا أصل، ودا فرع؟؟ الأدلة على الأمر دا كثيرة، نذكر منها: إنو الأصول آيات مسئولية – آيات حرية – آيات رشد.. والفروع آيات وصاية.. وإنو الأصول معانيها أقرب للتوحيد من آيات الفروع، ولذلك قام عليها عمل النبي صلى الله عليه وسلم، في حين إنو آيات الفروع قام عليها عمل أمة المؤمنين.. فمثلاً الآية: ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) فهي آية في مستوى عمل النبي، وهي أقرب للتوحيد من الآية: ((فاتقوا الله ما استطعتم، واسمعوا وأطيعوا، وأنفقوا خيراً لأنفسكم.. ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)).. وهذه الأخيرة ناسخة للأولى في حق الأمة، وهي نزلت بعد الأولى، وبعد أن قال الأصحاب: «أينا يستطيع أن يتقي الله حق تقاته؟!» فقيل لهم: «فاتقوا الله ما استطعتم..» فجعل تكليفهم في مستوى طاقتهم.. وذلك يتضح أيضاً إنو الآيات الناسخة آيات فروع، والمنسوخة آيات أصول..