الجلسة السابعة الاربعاء 11/6/1975 م
بدرالدين يوسف يواصل مناقشة شاهد التهام الثاني
بدرالدين: دي نشرة عن زي القضاة الشرعيين
نشرة عامة نمرة 18/5/1945
الخرطوم في 13/8/1945
جرت عادة البلاد على أن يرتدي رجال الدين الزي الذي يلبسه قضاة المحاكم الشرعية وهو الجبة والقفطان والحزام والعمة، وهو الزي الذي يكسب صاحبه الاحترام المطلوب لهم وللعمال القضائيين بالمحاكم الشرعية لذلك يتعين أن يرتدي الجميع هذا الزي. ولا يقبل بحال ارتداء الجلابية أو البالطو الإفرنجي. ولكن يجوز للظروف الحالية لبس العمة البلدية أو البالطو المقفول الذي يلبسه بعض الشيوخ في هذه البلاد ومصر – وإننا لنأمل ألا نحتاج بعد هذا التنبيه إلى اتخاذ أي إجراء آخر لحمل جميع العمال القضائيين على التزام زي الشيوخ الذي أشرنا إليه، فنرجوكم ملاحظة تنفيذ ما تقدم ابتداء من أول أكتوبر 1945 وافادتنا لكل مخالفة له مستقبلاً
قاضي قضاة السودان
امضاء: حسن مأمون
المصدر كتيب نشرات وتعليمات المحاكم الشرعية
بدرالدين: هل بعد ده بتصر على إجابتك الماضية؟
الشاهد: بصر
بدرالدين: يا شيخ محمد الحسن إنت راجل قاعد تهاجم الأستاذ محمود وبتدعو للخير وبتنهى عن المنكر زي ما بتقول هل القضاة الشرعيين بيحكموا بجزء من الشريعة ولاَّ الشريعة كلها؟
الشاهد: بيحكموا في تخصصهم – في الميراث والطلاق والزواج بالشريعة.
بدرالدين: تفتكر الاسم الدقيق للقضاة الشرعيين هو أنك تقول قاضي شرعي ولا قاضي دوائر أحوال شخصية؟
الشاهد: أحسن تقول قضاة شرعيين. لأن المحاكم الشرعية هي البقية الباقية من الاسلام. لانو الحاكم بالشريعة بيحكم بالكتاب في النواحي الخصصت ليهو.
بدرالدين: هل ما بتفتكر إسم قاضي شرعي فيهو أكثر من الحاصل؟
الشاهد: هم بيحكموا بالشرع في الحاجة المناطة بهم.
بدرالدين: هل لما تقول قاضي شرعي وهو بيحكم في جزء من الشريعة. هل ما فيها زيادة من الحاصل؟
الشاهد: ما فيها زيادة من الحاصل.
بدرالدين: إنت قلت ما فيها زيادة من الحاصل. هل عندك الجزء زي الكل، أم أقل من الكل؟
الشاهد: الجزء ما في شك أقل من الكل. وهذا لا يمنع أن يسمى الكل والجزء شرعي.
بدرالدين: دوائر الأحوال الشخصية هل هي أقل من الشريعة؟
الشاهد: ما في شك أقل من الشريعة.
بدرالدين: تفتكر القضاة الشرعيين بصروا على إسم قاضي شرعي ليه. وهم بيحكموا بجزء من الشريعة؟
الشاهد: لأنهم عُرفوا بالإسم ده.
بدرالدين: "يعيد السؤال"
الشاهد: لانو كلمة الشرع بتشمل الجزء والكل.
بدرالدين: أنا ممكن أديك رأيهم في الموضوع ده "يقرأ وثيقة الزي للمرة الثانية"
آيه رأيك انهم مصرين على الاسم ده لكي يحفظوا مكانتهم ويجدوا احتراما من الناس – على حد قولهم؟
الشاهد: المكانة أعطاها ليهم ربنا.
بدرالدين: أعطاهم ليها ربنا ولا القانون الوضعي؟
الشاهد: القانون الوضعي.
بدرالدين: إذا كان هم أُسسوا بموجب قانون وضعي ومصرين على اسم قضاة شرعيين بما له من وقع في نفوس الناس. هل ما من حقي أن أقول انهم مضللين للناس؟
الشاهد: هم غير مضللين – وهم غير مسئولين لأنو الحاكم هو الذي عطل احكام الشريعة وأجبرهم على الحكم بأشياء معينة.
بدرالدين: هل المسلم البعطل أحكام الشريعة ما عندو مسئولية؟
الشاهد: هم في النصوص القدامهم بيحكموا بالشريعة.
بدرالدين: هل وضع القضاة الشرعيين هو وضع الشريعة الكان في زمن النبي؟
الشاهد: وضح السؤال.
بدرالدين: "يعيد السؤال"
الشاهد: في الجزئية البحكموا بيها هو وضع الشريعة؟
بدرالدين: يا شيخ محمد الحسن – الانسان الوضعو وضع الشريعة بسلف بالفائظ؟
الشاهد: مخالف للشريعة.
بدرالدين: هل تعلم أن المحاكم الشرعية قاعدة تسلف التركات وأموال اليتامى بالربا؟
الشاهد: ما عارف.
بدرالدين: إذا صح أنو المحاكم الشرعية بتسلف أموال التركات بالربا هل ده عمل صحيح؟
الشاهد: إنها كمؤسسة من مؤسسات الدولة. الدولة أجبرتها على التعامل بالربا.
بدرالدين: إذا كان الدولة أجبرتها أن تتعامل بالربا هل بعد ذلك تكون شرعية؟
الشاهد: شرعية ما في شك. لأنها بتحكم بما انزل الله في الطلاق والزواج. إنت تسأل الحكومة وما تسألهم هم.
بدرالدين: الإنسان المجبور عشان يعمل معصية وقابل يعمل المعصية هل هو محترم ديناً؟
الشاهد: ما في شك انو محترم دينياً.
((من تاب تاب الله عليه
))
بدرالدين: طيب إذا كان هم سلفوا بالربا، وسلفوا قضاة شرعيين. والقضاة الشرعيين ما ردوها في الموعد المحدد. هل ده عمل ديني؟
الشاهد: الإنسان عرضة للخطأ وليس معنى ذلك أن القضاة كلهم سيئين. وذنب إنسان ما ياخدوا بيهو غيرو.
"القاضي يعيد السؤال"
الشاهد: الما رجَّع القرض حرام طبعاً.
بدرالدين: والمسئول الما سأله؟
الشاهد: حيسألو بعدين.
القاضي: بسألك عن المسئول الما سأل!!
بدرالدين: 12 سنة ما سأله!؟
الشاهد: المسئول نسى.
بدرالدين: إذا كان حصل أنو المحاكم الشرعية سلفت 100000 جنيه بالفائدة ولما الحكومة سألتهم رجعت 80000 جنيه. فبما تفسر ذلك؟
الشاهد: المحاكم الشرعية مؤسسة من الدولة. والدولة هي المسئولة.
بدرالدين: "يعيد السؤال"
الشاهد: ربما استلفوها ليردوها.
بدرالدين: لماذا لم يردوها من زمان؟
الشاهد: ما كان عندهم. ولما سألتهم الحكومة اضطروا يقترضوا ويحصلوها.
بدرالدين: هل ما بتفتكر أنو من الدين أن يردوا مال اليتامى قبل ما تسألهم الحكومة، لأنهم مسئولين أمام الله؟
الشاهد: مسئولين.
بدرالدين: أيهما أكبر؟ المسئولية أمام الله أم أمام الحكومة؟
الشاهد: المسئولين أمام الله قطعاً.
بدرالدين: المسلم الذي لا يخاف من المسئولية أمام الله ويخاف من المسئولية أمام الحكومة. أليس مسلماً ضعيف الإيمان؟
الشاهد: إذا كان مقهور ليس ضعيف الإيمان.
بدرالدين: أنا بذكرك مسألة أموال القصر "يقرأها له"
"صمت"
بدرالدين: يا شيخ محمد الحسن، شيخ ابراهيم جاد الله بيخطب في المساجد؟
الشاهد: ما شفتو بيخطب شفتو بصلي.
بدرالدين: تفتكر ليه ما بيخطب في المساجد وهو قاضي المديرية والقضاة الأقل منو بيخطبوا؟
الشاهد: الخطابة فن. ربما ما عندو مؤهل يخليهو يخطب أنا سمعتو مرة واحدة يتكلم في نادي الخريجين ما كان زي الخواض ولا كان زي غيرو.