أحمـد سليمان دفع السـيد
"محـامي الدفاع يناقش الشاكي الشيخ إبراهيم جادالله"
أحمد سليمان: ذكرت أن القضاة الشرعيين غلبوا علي أمرهم، ولذا طبّقوا جزء من الشريعة لأن الإستعمار سحب منهم جزء من السلطة... بعد ما جاء العهد الوطني. إيه عمل القضاة لتفادي المشكلة دي؟
الشاكي: القضاة الشرعيين كأفراد، تزّعموا هيئات شعبية لإقرار الدستور الإسلامي.
أحمد سليمان: يعني كانوا ضالعين في عمل سياسي؟ لأن الدستور الإسلامي الآراء فيه مختلفة؟
الشاكي: لم يكونوا يعملون عمل سياسي في العهد الوطني.
أحمد سليمان: قلت إنهم تزعموا الشعب السوداني لإقرار الدستور الإسلامي. ديه مش عمل سياسي؟
الشاكي: ديه عمل إسلامي.
أحمد سليمان: الهيئة الوطنية لإقرار الدستور الإسلامي. كانت سياسية أم إسلامية؟
الشاكي: إسلامية.
أحمد سليمان: الأخوان المسلمون كانوا يدعون للدستور الإسلامي، هل كانوا حزب سياسي؟
الشاكي: نعم حزب سياسي.
أحمد سليمان: قلت المحكمة الشرعية العليا كوّنها قاضي القضاة.. فيها كم قاضي.
الشاكي: قاضي واحد.
أحمد سليمان: هذا التعليق يكون للقاضي ولا للمحكمة؟
الشاكي: التعليق يكون للقاضي.
أحمد سليمان: هل لقاضي القضاة الحق في التعليق علي حكم المحكمة التي عينها؟
القاضي: أجاب بالأمس علي أنّه لا يجوز له التعليق.
أحمد سليمان: في صفحة 190.. كتاب حوار مع الصفوة ورد هذا الحديث: "من بين رجال الدين هؤلاء طائفة من قضاة الشرع.. وما كنت أود أن أتناولهـا بالحديث لولا أحداث الأشهر القليلة الماضية.. ما كنت أود أن أتناولها بالحديث لو إقتصرت علي أداء واجبها كموظفي دولة يتقاضون مرتباتهم من مال دولتهم التي تجبيه، فيما تجبي من ريع بيع الخمـور .." "حاشية: فيما ورد أن الإمـام المهدي قد رفض طعام شيخه محمد الخير لأنه يبتاع بمال تقطعه حكومة الترك" .. نعم ما كنت لأتناولهم لو إقتصروا علي واجبهم الذي حدّده لهم القانون.. قضاة أنكحة وميراث.. قانون وضعه الإستعمار وإرتضاه الذين ورثوا الأرض من بعده.. وهو قانون لايملك أن يحدد للمسلمين ظلال اللّه علي الأرض.. كتب التأريخ تقول أن هذه الظلال قد إنحسرت بإنحسـار ملك آل عثمان.. ولا يكفي حسب تقديري المتواضع أن يقوم مواطن فاضل بدراسة الشريعة الإسلامية دراسة وظيفية ثم يرتدي قفطاناً ويتمنطق بحزام ويضع علي رأسه عمامة وفي يده مسبحة كهـرمان .. لايكفي هذا ليجعل من المواطن حفيظاً علي دين اللّه. هذه الصورة التي أراد الأعاجم والإستعمار من بعده أن تنطبع في رؤوسنا عن الدين ورجل الدين" .. الكلام ديه كويس مع القضاة الشرعيين؟
الشاكي: لا اعتبره ماس بالقضاة الشرعيين.
أحمد سليمان: إشتغلت في طوكر كم سنة؟
الشاكي: 3 سـنة.
أحمد سليمان: توضح لنا في شكواك إنّك كنت بتتمتع بسمعة جيّدة وبعدها لطُخت سمعتك؟
الشاكي: نعم كنت أتمتع بسمعة جيّدة.
أحمد سليمان: هل توافقني ـ وانت قاضي شرعي ـ أنو يجب عليك الإلتزام بالشريعة والتقيّد بها؟
الشاكي: نعم
أحمد سليمان: ما رأيك في الإستدانة من البنك بالربا؟
القاضي: يعيد السؤال.
الشاكي: جائز يكون حلال وجائز يكون حـرام.
أحمد سليمان: (يوجّه أسئلة للشـاكي حول سلوكه الشخصي)
محـامي الإتهـام يتدخّل ويرفض هذه الأسئلة بحجّة أنها خـاصة وخرجت عن موضوع الهيئة القضائية".
جلسـة سريّة:
القاضي يرفض إعتراض ممثل الإتهام بحجّة أن السؤال هو في موضوع الشكوي وللمتهمين الحق في سؤال الشاكي عن سلوكه الشخصي غير أنّه يمكن جعل هذه الأسئلة في جلسة سريّة.
أمّر القاضي الحاضرين بالخروج من القاعة إلا المتهمين والشاكي والمحاميين.
وتمّت جلسة مقفولة لمدّة ربع سـاعة ثمّ فتحت للجمهور واصل بعدها أحمد سليمان أسئلته العـادية للشاكي:
أحمد سليمان: لو في شخص عنده رأي في الدين وهو يريد تحكيم الدين في كل مناشط الحياة، ألا تري أنّه عندو الحق في نقدك إنت الراضي بحكم البعض وترك البعض؟
الشاكي: لا أري عندو حق. لأني مغلوب علي أمري.
أحمد سليمان: هل القضاة الشرعيين مهمتهم مقتصرة علي القضاء الشرعي، ولا في مهـام أخري؟
الشاكي: عندهم مهـام إضافية.
أحمد سليمان: هل القضاة الشرعيين يمكن أن يعتبروا قـادة دينيين في مناطقهم؟
الشاكي: نعم يعتبروا .. وده يحتمه عليهم إتجاههم الإسلامي.
أحمد سليمان: العبارات الإنت شكيت منها والوريتها للسيّد الضابط المتحري.. هل هي نفس العبارات؟
الشاكي: نعم.
أحمد سليمان: العبارات بتقول "نحن نريد أن تمتد يد التغيير" إلي إزالة القضاة الشرعيين من القضاء وبالرغم من التكوين الجديد للمحاكم وتحويل المحاكم الشرعية إلي دوائر للأحوال الشخصية فنحن نريد أن تسحب السلطة من القضاة الشرعيين" . هل هذا الكلام فيه قذف؟
الشاكي: مجرد هذه الجملة لا اعتبرها قذف.
أحمد سليمان: العبارة "أما أمركم لي بالتوبة عن جميع أقوالي فإنكم أذل وأخس من أن تطمعوا فيّ" هل هذا الكلام موّجه للقضاة الشرعيين أم لمحكمة ألردّة؟
الشاكي: للقضاة الشرعيين.
أحمد سليمان: "إن القضاة الشرعيين لا يعرفون حقيقة أنفسهم وقد يكون من مصلحتهم ومصلحة هذا البلد الذي نعزّه ومن مصلحة الدعوة التي نفديها أن نتطوع نحن ونوظّف أقلامنا لكشف هذه الحقيقة لشعبنا العزيز"
أحمد سليمان: هل دي دعوي لمقارعة فكرية ولا شتيمة؟
الشاكي: شتيمة.
أحمد سليمان: يقرأ عبارة كان قد كتبها إبراهيم جاد اللّه –الشاكي- والعبارات تقول "فبإسم من محمود يعوي وينهق؟" هل هذه العبارات شتيمة؟
الشاكي: ما شتيمة.
القاضي: المحكمة لن تأخذ برأي لجنة نادي الخريجين لأنو رأي شخصي.
أحمد سليمان: مسألتك مع نادي الخريجين هل إنت تنازلت منها؟
الشاكي: لا شطبتهم المحكمة.
أحمد سليمان: (يقرأ من الغازيتة) "تقديراً لخدماتهم الجليلة" هل العمل المقصود هذا هو عملهم في المحاكم ولا عمل تاني؟
الشاكي: عملهم في المحـاكم
أحمد سليمان: يعني زيّهم وزي ايّ موظف آخر ولا في شيء خاص بيهم جاييهم من كونهم جهة دينية؟
الشاكي: من عملهم كموظفين.
أحمد سليمان: هل القضاة الشرعيين عندهم قداسة دينية أكثر من الموظفين الآخرين في الدولة؟
الشاكي: نعــم