بدرالدين يوسف يناقش ابراهيم جاد الله
بدر الدين: كلمة قاضي شرعي وقضاء شرعي مقرونة بالشريعة.. سيادتك بتحكم بالشريعة؟
ابراهيم جاد الله: أنا بحكم ببعض الشريعة في الأحوال الشخصية
بدر الدين: هل تطبق الحدود والقصاص؟
ابراهيم جاد الله: لا أطبق ذلك لانه ما من اختصاصي والسلطة لا تعطيني ذلك
بدر الدين: هل في الشريعة يمكن الايمان ببعض الكتاب وترك البعض؟
ابراهيم جاد الله: لا، لا يمكن ذلك
بدر الدين: هل توافقني أن الحكم ببعض الكتاب وترك البعض هدم للشريعة؟
ابراهيم جاد الله: ما من الشريعة
ممثل الاتهام يحتج على الأسئلة والقاضي يرفض الإعتراض
ابراهيم جاد الله: نحن كنا مغلوبين على أمرنا وقت الإستعمار
القاضي: يكرر السؤال هل الحكم ببعض الإسلام وترك البعض الآخر هدم للشريعة؟
ابراهيم جاد الله: أنا عندي مبرر لأنه الحكومة أدتني دي، وشئ أفضل من لا شئ
بدر الدين: هل يوافقني السيد إبراهيم ان الشريعة ما قايمة اليوم يعني الحكم غير قائم على الشريعة؟
ابراهيم جاد الله: نعم
بدر الدين: هل توافق أن اسم المحاكم الشرعية مع عدم وجود الشريعة فيه تضليل للشعب؟
ابراهيم جاد الله: لا أوافق.. التسمية أساساً صحيحة.. المفروض أن يكون القانون واحد.
بدر الدين: هل الاسم صحيح؟
ابراهيم جاد الله: الاسم صحيح
بدر الدين: المحاكم الشرعية اسمها صحيح؟
ابراهيم جاد الله: اسمها صحيح في الجانب الذي نحكم به ويحتمل يكون ما صحيح من جانب آخر
بدر الدين: يعني من يحكم بجزء من الشريعة يمكن يُسمى بيحكم بالشريعة ويكون صحيح؟
ابراهيم جاد الله: كان اختصاصاتنا بنحكم فيها بالشريعة
بدر الدين: هل تسمية القضاة الشرعيين (اللفظ) تحوي كل معنى الشريعة؟ هل كلمة قاضي شرعي مش أكبر من الحاصل؟
ابراهيم جاد الله: أنا لم أتعمد الحكم بغير الشريعة وانما رضيت بحكم البعض لأنه أفضل من ترك الشريعة كلها.
بدر الدين: هل تعلم أن عبد الماجد أبوقصيصة وتوفيق صديق اتصل بهما المدعي قبل محكمة الردّة؟
ابراهيم جاد الله: (يقاطع) أنا لا أعرف محكمة الردّة!! إنما أعرف المحكمة الشرعية
بدر الدين: هل في نظام محاكمكم أن يتصل المدعي بالقاضي ويأخذ موافقته قبل نظر الدعوى؟
ابراهيم جاد الله: لا أبداً.. أنا أفتكر الكلام دا ما عنده علاقة بموضوع الشكوى.
القاضي: هو يريد أن يوضح للمحكمة اجراءات المحاكم الشرعية
ابراهيم جاد الله: أنا لا أريد الدفاع عن حكم المحكمة مع أني أجد المبرر لهم في أن دعوى الحسبة أول دعوى من نوعها في السودان وهم كانوا يلتمسون رأي الهيئة القضائية ليعرفوا كيف بعملوا.. وهم توجهوا له في الندوات والمحاضرات فرفض واستمر يتحدث باسم الاسلام.
بدر الدين: يعني في حالة الدعوى الغريبة، يمكن أن تتصل بالقاضي ويوعدك يقيف معاك؟
ابراهيم جاد الله: ما ممكن القاضي يوعدك يقيف معاك.
بدر الدين: لو حصل يكون العمل دا محترم؟
ابراهيم جاد الله: لا أبداً
بدر الدين: أنا أقرأ ليك كتاب الأمين داؤد ص 85 ((ولما رأينا استعداداً طيباً وروحاً عالية من حضرة صاحب الفضيلة الشيخ عبد الماجد أبوقصيصة قاضي قضاة السودان لقبول دعوى الحسبة، وأنها كما قال فضيلته من صميم عمل المحاكم الشرعية وكذلك ما لمسناه من المحكمة العليا والوقوف مع الحق من صاحب الفضيلة الشيخ توفيق أحمد الصديق عضو محكمة الاستئناف العليا الشرعية – تقدمنا بدعوى الحسبة))..
هل قاضي القضاة سلطة استئنافية؟
ابراهيم جاد الله: نعم
بدر الدين: اذا كان القاضي يقول رأيه في قضية يمكن أن تستأنف إليه، هل يمكن أن يكون دا عمل محترم؟
ابراهيم جاد الله: بداهة لا
بدر الدين: اذا حصل علقت هذه السلطة الاستئنافية هل بتكون دي سلطة محترمة؟
ابراهيم جاد الله: ما محترمة
بدر الدين: يقرأ من الرأي العام ((جريدة الرأي العام الخميس 21/11/1968 العدد "8323 " الصفحة الأولى (البيان الذي نشره محمود محمد طه يعتبر اساءة بالغة للقضاء الشرعي في ماضيه وحاضره ومستقبله وهو أمر غير مقبول)).. ويمضي النص ((وقال فضيلته ان للمحاكم الشرعية صلاحية الحكم بالردّة..الخ)) وقال ((ان محكمة الاستئناف الشرعية العليا ستجتمع اليوم لاتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بوقف الإساءات الموجهة للقضاء الشرعي))
هل تعلم ان أبوقصيصة اتخذ أي اجراءات قانونية؟
ابراهيم جاد الله: انا كنت قاضي جزئي بسمع زي وزي الناس.
بدر الدين: انت ما بتعرف انه نفذ؟
ابراهيم جاد الله: فيما أعلم بدأ في ذلك.
بدر الدين: هل فتح بلاغ؟
ابراهيم جاد الله: لا أعلم
بدر الدين: هل تعلم أن أي واحد من القضاة الشرعيين فتح بلاغ؟
ابراهيم جاد الله: لا أعرف
بدر الدين: محكمة الردّة أخذت ثلاثة ساعات استمعت إلى قضية الادعاء واستمعت إلى أقوال أربعة من الشهود ثم رفعت الجلسة لثلث الساعة وعقدت مرة أخرى لتنطق بالحكم.
هل تظن أن ثلث الساعة تكفي لقراءة الأقوال؟
ابراهيم جاد الله: يحتمل المحكمة رات أن التهمة لا تحتاج لأنها واضحة وان المتهم غائب.
بدر الدين: يعني اذا كان المتهم غائب، يمكن الحكم دون الرجوع للأقوال وفحصها؟
ابراهيم جاد الله: لا بعد فحصها.
بدر الدين: حسين محمد زكي أحد المدعين في محكمة الردّة قال "ان الأستاذ محمود محمد طه يتهم الله بالحقد" وأورد النص التالي من كتاب الرسالة الثانية ((والخطأ كل الخطأ، ظن من ظن أن العقاب في النار لا ينتهي اطلاقاً، فجعل بذلك الشر أصلاً من أصول الوجود وما هو بذاك، وحين يصبح العقاب سرمدياً يصبح إنتقام نفس حاقدة)) ويقف عند هذا الحد من النقل، وترك عبارة ((وعن ذلك تعالى الله علواً كبيراً)) وهي العبارة التي وردت مباشرة بعد كلمة "نفس حاقدة" من كتاب الرسالة الثانية.
فاذا جاء أمامكم واحد وقال ان فلان الفلاني كتب كذا وكذا مش من واجب المحكمة أن ترجع لمصدر الكلام ده؟
ابراهيم جاد الله: للعدالة يمكن ترجع.
بدر الدين: من العدالة ولا من واجب المحكمة؟
ابراهيم جاد الله: من العدالة ويمكن للقاضي أن لا يرجع اذا وضحت البينة.
بدر الدين: اذا اتضح أن الشاكي ضلل المحكمة بأقواله، ايه يكون رأيك في المحكمة؟
ابراهيم جاد الله: أنا لم أكن عضواً في تلك المحكمة. واعتبر أن القاضي الذي وصل لتلك المرحلة لابد يكون عارف هذه النقطة.. المحكمة تحكم بما يثبت لها. وما من اختصاصها إذا ثبت غير ذلك بعد المحكمة.
بدر الدين: هل القول بالرأي بتأخذوا بيه في المحاكم الشرعية؟
ابراهيم جاد الله: نأخذه بتحفظ
بدر الدين: ما رأيك في محكمة لم تستجوب شهودها وثبت خطأ أقوالهم؟
ابراهيم جاد الله: رأيي أن يستأنف حكمها
بدر الدين: دا كتاب "حوار مع الصفوة" للدكتور منصور خالد.. هذا مقال أيام محكمة الردّة.. يقرأ منه ((من بين رجال الدين هؤلاء طائفة قضاة الشرع.. ما كنت أود ان أتناولها بالحديث لو اقتصرت على أداء واجبها كموظفي دولة يتقاضون رواتبهم من مال دولتهم التي تجبيه فيما تجبي من ريع بيع الخمور..)) ثم يمضي السياق إلى أن يقول ((نريد وقد خرجتم من إطار سلطاتكم المشروعة كقضاة أنكحة وميراث.. نريد أن نسمع حكم الاسلام في الأمير الكاذب والوالي الظالم والوزير السفيه.. نريد حكمه في السفاه السياسي الذي نعيشه اليوم وهو سفاه شيوخ لا حلم بعده.. شيوخ يرتدي بعضهم قفطاناً مثلكم ويتمنطق بحزام مثلكم ويضع على رأسه عمامة كشأنكم))
هل هذا الكلام مش إساءة للقضاء الشرعي؟
ابراهيم جاد الله: ما إساءة.. لأن منصور خالد عنده طموح سياسي.. ويعتبر موضوع محمود سياسي وهو عاوز يكتب وعاوز يسخر..
بدر الدين: يا مولانا ((سفاه الشيوخ الذي لا حلم بعده شيوخ يرتدي بعضهم قفطاناً مثلكم)) هل هو إساءة أم غير إساءة؟
ابراهيم جاد الله: لفظ ما مهذب
بدر الدين: يعني أي كلام زي دا في القضاة الشرعيين ما إساءة؟
ابراهيم جاد الله: نعم ولكنه لفظ غير مهذب
بدر الدين: هل بتعتقد أن الهيئة الشرعية العليا كانت مطية للسياسيين قبل ثورة مايو؟
ابراهيم جاد الله: أبداً
بدر الدين: ما رأي مولانا في بيان نميري الذي نشر في جريدة الرأي العام.. يقرأ عليه البيان ((وخاصة محكمة الإستئناف الشرعية العليا والتي أصبحت في النهاية مطية في أيدي السياسيين من رجال العهد البائد يوجهونها خدمة لمصالحهم باسم الشرع والدين الحنيف))
هل دا مش رأي الدولة الرسمي في القضاء الشرعي؟
ابراهيم جاد الله: ده رأي الدولة لكن ما رأي أنا.. أنا لا أعرف أنهم كانوا مطية.
بدر الدين: يمكن أن نوضح أنهم كانوا مطية بكتاب الأمين داؤد يقرأ منه ((دا خطاب من الفاضل البشرى المهدي عضو مجلس السيادة يقول فيه (فقد وصلتني هديتكم العظيمة المفيدة، وقد تصفحتها وسررت بما قمتم به فيها من دفاعكم عن الحق بدحضكم لمفتريات محمود محمد طه.. وارجو أن يتخذ ضده الاجراء الرادع)).. الطبعة الثانية ص 40.
لو حصل انه في قضاء هو مطية في أيدي السياسيين هل يكون قضاء محترم؟
ابراهيم جاد الله: لا
بدر الدين: قبل مايو 1969 أكبر هيئة قضائية هي ياتا؟
ابراهيم جاد الله: متساوين حتى الآن
بدر الدين: تنفيذ الأحكام الشرعية كان بنفذه منو؟
ابراهيم جاد الله: أصحاب السلطة التنفيذية.
بدر الدين: حتى ولو كانوا انجليز؟
ابراهيم جاد الله: نعم وكان دا خطأ
بدر الدين: لو قلت ان القضاء الشرعي اكبر هيئة قضائية في السودان أكون شنو؟
ابراهيم جاد الله: انت عاوز تقول لي ازهري قال كده
بدر الدين: لا أريد أن أقول ذلك
ابراهيم جاد الله: ما صحيح انها أكبر هيئة قضائية
ممثل الاتهام يعترض على الأسئلة
القاضي: يقول كل الأسئلة من أعمال الهيئة القضائية
بدر الدين: إيه رأيك في أنه قاضي القضاة قال ان القضاء الشرعي أكبر هيئة قضائية في السودان؟
ابراهيم جاد الله: دا كلام أنا ما مسئول عنه – قد أتفق معاه وقد أختلف معاه.
بدر الدين: هذا نص فتوى رسمية أصدرها الشيخ أبوشامة عبد المحمود سنة 1941 يقول ((وجهت الحكومة استفتاء لحضرة صاحب الفضيلة مفتي الديار السودانية عن إفطار المحاربين والمتصلين بهم عملياً في شهر رمضان. فأصدر فضليته الفتوى التالية:- (قال بعد الديباجة وتريدون معرفة نصوص الشريعة الإسلامية في مثل هذه الأحوال فأفيدكم بأنه يجوز الإفطار والحال كما ذكر بالسؤال).. ثم يمضي في التفصيل من (البحر) ومن (فتح القدير) ومن ابن عابدين إلى أن يقول (فمن هذا يعلم أن المحارب والمساعد والأجير لهم الفطر في رمضان كما بينا و الله أعلم)))
هل عندك علم بهذه الفتوى؟
ابراهيم جاد الله: نعم
بدر الدين: هل تعتبر السودانيين المحاربين مع الانجليز مجاهدين في سبيل الله؟
ابراهيم جاد الله: أنا لا أعتبرهم محاربين مع الانجليز.
بدر الدين: محاربين مع مين؟
ابراهيم جاد الله: محاربين للدفاع عن وطنهم.. انت ليه تمسك زول واحد سواء أخطأ أو أصاب، وتترك كل بطولات وأمجاد القضاة الشرعيين الكثيرة؟
بدر الدين: هل الجيوش في ذلك الوقت مجاهدة في سبيل الله؟
ابراهيم جاد الله: عندما كان يخرج النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج للدفاع عن الاسلام وعن الحريات؟
بدر الدين: (يعيد السؤال) هل المجاهد مع الانجليز مجاهد في سبيل الله؟
ابراهيم جاد الله: قد يكون مجاهداً في سبيل الله
بدر الدين: يمكن ان يفطر في رمضان؟
ابراهيم جاد الله: نعم
بدر الدين: دا نائب قاضي قضاة السودان ((اتصل بعلمنا أن بعض الخطباء والواعظين في المساجد خلطوا في خطبهم ووعظهم بين الدين والسياسة وهذا لا يصح في المساجد التي أنشئت لعبادة الله تعالى. نصت الفقرة (11) من المنشور الشرعي نمرة 32 على أن للقاضي الشرعي حق الاشراف العام المباشر على المسجد واقامة الشعائر الدينية فيه الخ لذلك نلفت نظر حضرات القضاة الشرعيين إلى تنفيذ ما جاء بهذه الفقرة بجميع المساجد سواء أكانت عامة أوخاصة كل من دائرة اختصاصه.. و الله الموفق إلى ما فيه خير المسلمين وصلاح حالهم..
نائب قاضي قضاة السودان
الامضاء / أحمد الطاهر))
هل تذكر هذه النشرة؟
ابراهيم جاد الله: أذكرها أنا ذاتي جاتني
بدر الدين: المساجد كان فيها شنو؟ السياسة سنة 46 كانت شنو؟
ابراهيم جاد الله: لا أعرف
بدر الدين: يمكن أن أوريك نوع من الخطب السياسية التي كانت سنة 46 (يقرأ خطبة الأستاذ بجامع ام درمان سنة 1945 ((أيها المسلمون – يا أهل القرآن لستم على شئ حتى تقيموا القرآن)).. وتمضي الخطبة ((أيها الناس وان من أكبر الكبائر خوف الفقر، وان من أكبر الشرك ب الله كراهية الموت وان من أكبر الشرك أن تخشى غير الله حياً كان من الأحياء كائناً من يكون))
هل توافقني أن في سنة 45 وسنة 46 أن الخطباء كانوا يهاجمون الاستعمار ويدعون للجهاد؟
ابراهيم جاد الله: لا أذكر، قد يكون.
بدر الدين: تفتكر قاضي القضاة يقصد شنو من المنشور؟
ابراهيم جاد الله: ما أعرف القصد من هذا المنشور وقد يكون حسن النية.
بدر الدين: ورد في جريدة الرأي العام 3/6/46 منشور ((رئيس الحزب الجمهوري في السجن.. مثل الأستاذ محمود محمد طه المهندس أمس أمام قاضي الجنايات المستر مكودال متهماً من بوليس الخرطوم تحت قانون ((التحقيق الجنائي)) لتوزيعه منشورات سياسية، من شأنها الاخلال بالأمن العام. وقد أمره القاضي أن يوقع على صك بكفالة شخصية بمبلغ خمسين جنيهاً، لمدة عام لا يشتغل خلاله بالسياسة ولا يوزع منشورات، أو يودع السجن لمدة سنة اذ رفض ذلك. ولكن الأستاذ محمود رفض التوقيع مفضلاً السجن))
هل عندك علم بهذه الحادثة؟
ابراهيم جاد الله: لا أعرف
بدر الدين: سنة 46 كنت وين؟
ابراهيم جاد الله: كنت طالب
بدر الدين: طالب وين؟
ابراهيم جاد الله: كنت في الأحفاد الثانوية.
بدر الدين: كنت طالب في الثانوي ولم تقرأ هذا الحادث الذي كتب في جريدة الرأي العام ولم تسمع به؟
ابراهيم جاد الله: لم أسمع به
بدر الدين: اذا كان في زول سجن لأنه تحدث في السياسة والحاكم الانجليزي أصدر منشور يمنع فيه السياسة مش يعتبر أصلب من قاوم الاستعمار؟
ممثل الاتهام يحتج على السؤال
بدر الدين: اذا كان في رجل قال الناس ما يتحدثوا في السياسة أيام الاستعمار، وآخر تحدث في السياسة وسجن إيه رأيك في هذين الرجلين؟
ابراهيم جاد الله: لا أستطيع التقييم.
بدر الدين: هل توافقني اننا كنا نهاجم القضاة الشرعيين قبل محكمة الردّة وقبل خروج الاستعمار؟
ابراهيم جاد الله: أنا أعرف ان القضاة الشرعيين كانوا أصدقاء للاستاذ في الكلية واذكر أنه أتى إلي يسألني عن قاضي شرعي.
بدر الدين: هذه الغازيتة عن جبب الشرف (يقرأها)
هل بتعلم أن الأستاذ محمود كان يهاجم جبب الشرف وقت الاستعمار؟
ابراهيم جاد الله: أفرض علمت يعني شنو؟ بعرف أن الأستاذ كان موظفاً وان الحكومة راكبة في رأس أي واحد، في رأسي ورأسك.
بدر الدين: هل بتعرف انه كان يهاجم جبب الشرف؟
ابراهيم جاد الله: لا أعرف
بدر الدين: هذا الكلام كان منشور في الصحف في 12/6/1954 بجريدة الجمهورية ((واني لشديد الثقة بأن هذا الشعب لن يتحرر مهما بلغت محاولاته إلا عن طريق الإسلام، وأبادر فأطمئن الشباب المثقف اني لا أعني الإسلام، الذي احترفه المجلببون بجبب شرف الانجليز، انما أعني الإسلام، الذي يقوم على روح القرآن ويستنبطه الذين يعلمونه – ولقد وظفت نفسي للدعوة إليه، ولن يهدأ لي بال حتى أرى الإنسانية قاطبة وقد قام ما بينها وبين ربها على الصلاة، وبينها، فيما بينها، على الصلة، وعلى الله قصد السبيل))
ما سمعت بهذا المقال؟
ابراهيم جاد الله: -
بدر الدين: هل القضاة المدنيين كانوا بيلبسوا كساوي الشرف؟
ابراهيم جاد الله: عندهم الروب أعطاه لهم الانجليز – انت هسع عايز تدافع عن القضاة المدنيين وقد هاجمتهم في كتاب تطوير شريعة الأحوال الشخصية
القاضي يعيد السؤال
ابراهيم جاد الله: ما سمعت
بدر الدين: هل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عندهم لبس خاص؟
ابراهيم جاد الله: لا
بدر الدين: هل القضاة الشرعيين عندهم لبس خاص؟
ابراهيم جاد الله: نعم – عندهم – وكل الناس في ساعات العمل عندهم لبس خاص – وايه يعني هل هي حرام؟ افرض النبي ما عنده لبس خاص – الدين لا يمنع هذا اللبس وهو أقرب إلى اللبسة القومية..
رفعت الجلسة في الساعة 40/2 لتعقد غداً في الحادية عشر صباحاً