هذا الكتاب:
هذا كتاب
((أسس دستور السودان
)) وهو في نفس الأمر
((أسس الدستور الإسلامي
)) الذي يتحدث عنه المتحدثون، ويدعو له الداعون، من غير ان يعرفوا اليه السبيل..
هو أسس الدستور الإسلامي حقا، ولكننا لا نسميه إسلاميا لأننا لا نسعى إلى اقامة حكومة دينية، بالمعنى الشايع عند الناس، حيث الدين لا يعني غير العقيدة، ذلك بأن الحكومات الدينيات، في هذا المستوى لا تجمع ولا تساوي بين البشر، وانما تفرق وتميز، والقاعدة في ذلك قوله تعالى:
((وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً، وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ * فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ
))
لو كان الإسلام قصاراه العقيدة لكان غير صالح لإنسانية القرن العشرين، ولكن العقيدة فيه مرحلة إلى الحقيقة – العمل بالشريعة يوصل إلى الحقيقة – والحقيقة عبودية حين الشريعة عبادة.. والعبودية منهاج حياة، فيه تساس النفس البشرية، وفق علم النفس سياسة بها تحرز حريتها من الخوف وتفوز بعتق مواهبها الطبيعية – العقل والقلب – من أسر الأوهام..
الإسلام في هذا المستوى هو دين الفطرة
((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا، فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا، لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ، ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ، وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
))
الإسلام عند سلف هذه الأمة لم يطبق إلا في مستوى العقيدة ولم يكن الحكم في هذا المستوى ديمقراطيا، ومن ثم، فلا دستور.. وحين تطبق البشرية في مقتبل أيامها الإسلام في مستواه العلمي فسيكون الحكم ديمقراطيا وسيكون، من ثم، هناك دستور، ولكنه لن يسمى دستورا إسلاميا.. هو دستور إنساني تتوافى عنده كل الإنسانية، لأنه دستور
((فطرة الله التي فطر الناس عليها
))
هذا الكتاب:
هو أسس الدستور الإسلامي، بهذا المعنى المتقدم ولكنا لا نسميه إسلاميا لأنه ليس إسلاميا بالمعنى الذي أشاعه دعاة التعصب، والهوس، والجهل، فأساءوا به إلى الدعوة الإسلامية أبلغ الاساءة.. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
الثمن 10 قروش
الطابعون: مطابع سودان ايكو