الزّي الذي يجب ان تكون عليه المرأة المسلمة اليوم
قلنا ان الضرورة قد تطورت في هذا المجتمع، حتى اصبح خروج المرأة للتعليم في المدارس ضرورة، وخروجها للمشاركة في أوجه الحياة المختلفة ضرورة أيضاً .. تطورت الضرورة ممّا يقتضي تطوير الزي ايضاً ليلائم وقتنا الحاضر .. وهذا الكتاب انما يسهم في تقديم هذا الزي المطّور، زيّاً إسلامياً، بديلاً للزي الذي وضعته الشريعة الإسلامية بديلاً للحجاب لدى الضرورة .. والزي المطّور انما هو زي إسلامي لأنه يؤدي الغرض الذي من اجله فرض الحجاب في الماضي، وهو العفّة والتصوّن، باظهار المرأة بمظهر محتشم يجبر كل من يشاهده على احترامها وتقديرها .. والزي المطور بتطوّر ضرورة الخروج انّما هو زي عصري في نفس الوقت لأنه يعطي المرأة المعاصرة فرصة المشاركة في المجتمع على اساس أنّها إنسان وليست (عورة)، ليست (انثى)، وانما هي إنسان .. والفرق شاسع وكبير بين المراة الانثى، والمرأة الإنسان .. راجع كتابنا (المرأة الإنسان) .. وكتابنا (تطوير شريعة الأحوال الشخصية) وكتابنا (لماذا خرجت المرأة الجمهورية تدعو الى الدين) ..
ان من حقوق المرأة اليوم ان تخرج، وان تشارك في بناء هذا المجتمع، وان تمارس اوجه النشاط المختلفة – هذا الحق يقابله واجب، هو حسن التصرّف في ممارسته – ومن حسن التصرّف ان يكون خروج المرأة بالزي المحتشم، لا المتبّرج، المظهر لمحاسن المرأة، ومفاتنها، والذي تبدو فيه المرأة وكأنها تعرض محاسنها .. ولا المتزّمت المبالغ في إخفاء المرأة، والذي يجعلها تتعامل على اساس انها عورة، ممّا يفوت عليها فرصة الحرية، وفرصة تنمية الشخصية بمعرفة ان العفّة انّما هي قيمة تنبعث من القناعة بها، والعمل على اكتسابها، باتباع النهج النبوي في العبادة، والمعاملة، لا بالتدثّر بالثياب، فالمرأة السافرة العفيفة، اكرم من المرأة المحجبة العفيفة .. والعفة، في حقيقتها، انّما تكمن في الصدور، وليست بالباب المقفول ولا الثوب المسدول فحسب .. بهذا الزي، وبالتربية وفق طريق محمد، تحقق المرأة كرامتها المبتغاة، والمدخرة لها في أصول الدين.