تزييف ومسخ لشخصية المرأة
ان الزي الذي تلبسه الاخوات المسلمات اليوم، ويزعمن انه (الزي الإسلامي) ليس من الشريعة الإسلامية، في شي، وانما هو تزييف للشريعة، ومخادعة للناس، وهو انما يمسخ شخصية الفتاة، ويضعها موضع المتناقض مع نفسه، ومع الشريعة، ومع الدين، بصورة مخزية ..
والاخوان المسلمون، حين يزعمون ان (بناتهم) يلبسن (الزي الإسلامي) ينسون ان الشريعة قد اوجبت الحجاب على المرأة بشكل قاطع: (وقرن في بيوتكّن) وقد روي ان عبد الله ابن ام مكتوم، وكان رجلاً كفيفاً، دخل مرّة بيت النبي، فأمر النبي نساءه بالاحتجاب، فقلن ولكنه أعمى يا رسول الله، قال (أعمياوات انتّن؟!) .. هذا هو موقف الشريعة البيّن الواضح: لا خروج للمرأة، الا للضرورة، والضرورة حددتها الشريعة، كما ذكرنا انفاً، بألا يكون للمرأة رجل يعولها، وهنا يباح لها الخروج لتكسب العيش الشريف، وعندئذ تلتزم بالزي الشرعي بديلاً للحجاب الذي هو البقاء في المنزل .. وقد جرى العمل بهذا الى ان غربت شمس الشريعة من سماء العالم الإسلامي ولدى تطّور الحياة الى خروج المرأة للتعليم، والمشاركة في الحياة العامة، حتى اصبح الآن، من غير الممكن ارجاع المرأة الى البيت، وهنا اضطر الاخوان المسلون لمجاراة العرف السائد، ولكنهم ارادوا ان يجعلوا من عجزهم فضيلة، فظهروا بمظهر الحفيظ على الشريعة بالباس نسائهم (الزي الشرعي) .. وهذا تزييف لا ينطلي على احد .. انهم ليسوا صادقين مع انفسهم، ولا مع الشريعة، والا، للزمت عضويتهم من النساء المنازل، فلا يخرجن الا لضرورة، وليس من الضرورة، في الشريعة، الخروج للمدارس والمعاهد لتلقي التعليم المدني، او الديني!!
المخرج ما هو؟
ولكن، اذا كان هذا هو موقف الشريعة، وتناقض الاخوان المسلمين معها، وتزييفهم لها، فما هو المخرج ؟؟
ان المخرج، في الفهم الجمهوري، الذي بين ان الشريعة ليست هي الكلمة الاخيرة في الإسلام .. ذلك بانها انّما انبنت على فروع القرآن، وأمّا اليوم فان الشريعة ستطّور!! وفق أصول القرآن، ومن هنا نخلص الى امر هام هو:
ان الحجاب ليس اصلاً في الإسلام، وانما هو فرع، هو أمر مرحلي اقتضاه تخلف المجتمع، وتخلف المراة، في القرن السابع .. وأمّا الأصل فهو السفور، والاختلاط المشروطين بحسن التصرف، وبالتزام الزي المحتشم، المطّور، تبعاً لتطوير التشريع، وهو ما تلتزمه الاخوات الجمهوريات، من ثوب ابيض، وفستان تحت الركبة الى غير ذلك، ممّا هو مبين في هذا الكتاب ..