ما يسمى بالزي الإسلامي الآن ليس إسلامياً ولا شرعياً!!
وعلى ضوء ما اوردناه، فانه يمكن القول بأّن ما عليه واقع المرأة الحاضرة من خروج هو خروج عن الشريعة لأنه خروج على النص (وقرن في بيوتكّن ..... الخ) ولذلك فإن المرأة اليوم السافرة – الخارجة – في المجتمع مهما تزيت بزي، هي خارجة عن الشريعة الإسلامية اذ ان هذا الزي هو زي المرأة الخارجة للضرورة المعرّفة في الشريعة الإسلامية – ضرورة الحياة او الموت – كما وردت بذلك الاشارة آنفاً ..
الخروج في المجتمع اليوم أصبح لغير الضرورة في الشريعة الإسلامية – الخروج فيه اليوم للتعليم في المدارس، وللأسواق، وللمشاركة في الافراح، وللزيارات العادية، وهذه كلّها ليست ضرورة في الشريعة الإسلامية .. ولكن حكم الوقت قد طّور الضرورة في هذا المجتمع .. فاذا تطورت الضرورة، يبقى من البداهة، أن يتطور الزي الذي على أساسه يمكن للمرأة أن تخرج في هذا المجتمع المعاصر، وهو مجتمع ما ينبغي ان ننكر عليه مبدأ الخروج فنرد المرأة الى المنزل، وانّما ينبغي علينا ان نرشّد الخروج بالزي الجديد الذي يناسب الوقت ..
هذه حجة داحضة:
يقول دعاة الفكر السلفي من اخوان مسلمين وغيرهم ان نص (وقرن في بيوتكّن ولا تبرّجن تبرّج الجاهلية الاولى) .. هذا النص معني به نساء النبي صلّى الله عليه وسّلم .. وان المرأة في مجتمع القرن السابع قد كانت تخرج وتختلط في المجتمع – كانت تداوي الجرحى، وكانت منهن شيخة السوق .. الخ .. ولكن هذه الحجة داحضة فلو عنى هذا النص نساء النبي، وهّن أكرم النساء، واتقاهّن، واكثرهّن عفة، وطهرا، فهو، ومن باب أولى، يعني نساء المؤمنين، اذ لا يمكن ديناً، ولا عقلاً، أن تقيد حرية الذي يحسن التصرّف في الحرية ويترك الذي يسيء التصرّف أو الذي قد يسيء التصرّف، فيها حرّاً بلا قيد .. قال تعالى في الآية التي ورد ذكرها: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن اربعة منكم فان شهدوا فأمسكوهّن في البيوت حتى يتوفاهّن الموت، او يجعل الله لهّن سبيلا ..) اذن فالسبب في الحجاب هو اتيان الفاحشة .. وهو قيد يقع على من تسيء التصرّف في حريتها .. لأن الأصل في الإسلام الحرية .. ولكن لمّا جاءت الشريعة الإسلامية في مجتمع النساء فيه قصر، والرجال كذلك، على تفاوت بينهما في القصور، كان لابد من حظر الاختلاط ومنعه، خوف سوء التصرّف في الحرية .. ولذلك جاء الحجاب: (وقرن في بيوتكّن) .. هذا بالاضافة الى ان هذا النص لا يمكن ان يكون المعني به نساء النبي فقط، فقد جاء في سياق الآية: (واقمن الصلاة، وآتين الزكاة ..الخ) انما هو عام وهو لا يعني نساء النبي وحسب، وانّما يعني نساء المؤمنين ايضاً..
امّا ما كان من خروج المرأة في وقت الحرب لتداوي الجرحى وغيرها فهو خروج تمليه ظروف الحرب نفسها، وهي ظروف غير عادية .. وكما هو معلوم في أوقات الحرب، والاضطرابات، فان سيادة القانون والدستور تزول وتسود تشاريع الضرورة ريثما تستقر الأحوال على وضعها الطبيعي، فتجئ التشاريع الاساسية لتسود مرة اخرى، و في هذه فليس للمرأة، في الشريعة السلفية الحق في الخروج لغير الضرورة المذكورة آنفاً ..