إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

جنوب السودان
المشكلة!! والحل!!

الأصول العـرقية والدين


مساحة شمال السودان حوالي 750 ألف ميل مربع، أما مساحة الجنوب فهي حوالي 250 ألف ميل مربع، أي حوالي ربع المساحة الكلية للسودان.. والجنوب يمتد من خط عرض 10 درجة وحتى خط 3,5 درجة شمال خط الاستواء.. وهو بصورة عامة منطقة استوائية ذات أمطار غزيرة، وغابات كثيفة.. والقبائل في جنوب السودان، قبائل متداخلة بين السودان والدول المجاورة له، وهذه القبائل تعتبر بصورة عامة، ذات أصول زنجية.. وقد كان الزنوج في الماضي أكثر انتشارا مما هو عليه الآن.. فهم قد كانوا يسكنون أفريقيا الاستوائية، وجنوب الجزيرة العربية، والهند، وأستراليا.. ويرى بعض علماء الأنثروبولوجي أن القبائل الجنوبية يوجد في تركيبها ملامح عناصر غير زنجية، بل إن إيفانس برتشارد أحد مشاهير هؤلاء العلماء، يرى أنه من المشكوك في إمكانية اعتبار أي أناس في السودان زنوج حقيقيين، سواء أكان ذلك من حيث اللغة أو التركيب الجسماني.. وعلماء الأنثروبولوجي هؤلاء لا يميلون إلى تسمية سكان شمال السودان بالعرب، ويفضلون استخدام عبارة (العنصر الأسمر Brown Race) مقابل العنصر (العنصر الأسود Black Race) للجنوبيين، وسكان أفريقيا الاستوائية.. ويرون أن العنصر الأسمر هو نتاج لتزاوج العرب من البجا، والنوبة، والزنوج. وحسب إحصاء عام 1956 م فإن تعداد السودان كان 10,263,000 منهم 2,793,000 بالجنوب.. وبالسودان أكثر من 500 قبيلة مختلفة الحجم، وحسب تعداد عام 1956 فإن 39% من السكان ينسبون أنفسهم للعرب، في حين أن الذين يتحدثون اللغة العربية يشكلون 50%..
والقبائل الجنوبية تنقسم، من حيث اللغة، والتركيب الجسماني، والخلفيات الثقافية، إلى ثلاث مجموعات: -
1- القبائل النيلية وهي مثل الدينكا، والنوير، والشلك، والأنواك..
2- القبائل الحامية النيلية (Nilo –Hamitics) وهي مثل الدينقا، واللآتوكا، والورلي..
3- القبائل السودانية (Sudanic Tribes) وهي قبائل عديدة، وقليلة التعداد أهما الزاندي..
وهناك قبائل هي عبارة عن خليط من هذه الفئات.. وكثير من هذه القبائل وفد إلى السودان في وقت متأخر، فمثلاً هناك رواية عن الشلك تقول إنهم أتوا من شرق بحيرة فكتوريا في حوالي نهاية القرن الخامس عشر الميلادي.. والقبائل (السودانية) أتت من قرب بحيرة تشاد في القرن السابع عشر.. أما الزاندي فقد أتوا من أفريقيا الوسطى في القرن التاسع عشر.. وقد أتى الدينكا من منطقة البحيرات بشرق أفريقيا (راجع كتاب ـ جنوب السودان: خلفية النزاع ـ لمحمد عمر بشير، صفحة 6 ـ مرجع إنجليزي).. أما بالنسبة للقبائل العربية التي هاجرت إلى السودان واختلطت بسكان المنطقة، فهي قد أتت في موجات من المهاجرين، أهمها تلك التي تمت في القرن السابع الميلادي، وهو تأريخ يعتبر أيضاً حديثاً نسبياً..
وحسب إحصاء 1956 هناك حوالي إثني عشر لغة محلية أساسية بالجنوب، وتعتبر اللهجة المحلية العربية هي الأكثر انتشارا في المدن بصورة خاصة.
وفي الناحية الدينية، فإنه حسب تقدير 1955، يشكل الوثنيون، الأغلبية الساحقة في الجنوب، إذ يشكلون حوالي 90% من تعداد السكان، وفي حين يشكل المسلمون والمسيحيون 10% فقط.. فقد كان المسلمون في ذلك التاريخ يقدرون بحوالي 23 ألف.. والمسيحيون البروتستانت حوالي 30 ألف والكاثوليك حوالي 253 ألف ـ راجع محمد عمر بشير المصدر السابق، صفحة 6 ـ