موقف الإتحاد والطلاب:
انه من الطبيعي أن يرفض طلاب الجامعة الإسلامية، ممثلين في إتحادهم وتنظيماتهم المختلفة، موقف الإدارة، ويقفوا ضده بصلابة، ويدينون ظاهرة الهوس الديني، والإتجاه الى الشغب والعنف.. فطلاب الجامعة الإسلامية يتطلعون الى أن تكون جامعتهم كبقية الجامعات الأخرى في البلاد، ولا يرون سببا موضوعيا لأن يعاملوا بهذه الوصاية الغليظة والقاصرة، التي تمارسها عليهم الإدارة، وهم يرون الجامعات من حولهم وقد ترّسخت فيها تقاليد العمل الطلابي، وتأسست بالصورة التي لا تجعل الإدارات تتدّخل في حريات الطلاب أو تعمل على تعويق نشاطاتهم المشروعة بالصورة التي تتم بالجامعة الإسلامية.. ولذلك فقد رفض الإتحاد بصلابة تغوّل الإدارة على حقوقه المشروعة، فجمع قاعدته التي تجاوبت معه وأصدر بيانا يعلن فيه رفضه لقرار الإدارة بتجميد نشاطه، ثم سيّر موكبا صامتا من الجامعة الى مكاتب الإدارة حيث اعتصموا بها تعبيرا عن اصرارهم على استعادة حقهم المغتصب.. وقد اضطّرت الإدارة مع صلابة موقف الطلاب أن تسحب قراراتها بالصورة المزرية التي ذكرناها.
ونحن هنا سنورد نماذج من بيانات الإتحاد والطلاب التي تعكس موقفهم الواعي والصلب، والذي لم يشذ عنه الاّ جماعة الإتجاه الإسلامي (الأخوان المسلمين)، وهو موقف مفهوم، ومنسجم تماما، مع طبيعة هذا التنظيم، الذي بينّا كيف أنه يشكل أكبر عناصر الهوس الديني في المنطقة العربية، وعندنا في السودان..
بيان الإتحاد:
وفيما يلي نورد بعض ما جاء في بيان اتحاد الطلاب الذي اصدره عقب قرار إدارة الجامعة بتجميد نشاطه، وهو موّجه لمدير الجامعة: -
(ان عدم التصرّف السليم من العميد ومجاراته وانسياقه هو سبب كل هذه الكوارث الحادثة والتي ستحدث ان لم تتراجعوا عمّا شرعتم فيه.. لقد قدّمت اليكم الأمانة الثقافية برنامج الأسبوع وقبل ستة أيام من الإفتتاح، لماذا لم تستدعوها "العميد، المدير" إن كان هناك ثمة خلل أو حتى بناء على الشكوى التي ضلّت طريقها واتجهت بغير رشد اليكم. ان خروج وريقة العميد كانت سندا ودعما لتلك الفئة المارقة مما جعلها تتمادى في غيها وتسدر في غلطتها – فكانت الواقعة – وكان العميد خلفها وما زال. أمّا خطابكم الموجه الى غير جهة فقد كان فتنة ونذير شؤم سيحيط بهذه المؤسسة)
انتهى..
ثم اتجه اتحاد الطلاب الى مدير الجامعة للتفاوض معه، لتصحيح الأخطاء التي وقع فيها.. وبعد أخذ ورد، وافق مدير الجامعة على الغاء بيانه بتجميد الإتحاد وتجميد الإسبوع الثقافي!!
بيان الحركة الطلابية بكلية البنات:
ثم أنه قد جاء في بيان الحركة الطلابية بكلية البنات في الإعتراض على الشغب وعلى اتجاه الإدارة لحل الإتحاد ما يلي: -
(هذه اسئلة لمدير الجامعة وعميد الطلاب اللذين يسهل عليهما اصدار القرارات التي تحاول عبثا وقف الإرادة الكاسحة لطلاب الجامعة الإسلامية لماذا لم يعارض كلا من المدير وعميد الطلاب برنامج الأسبوع الثقافي، ولماذا الاعتراض على ندوة بعينها بعد صرخات مهووسة من فئة سيطرت طويلا على مقدرات هذه المؤسسة وعلى إرادة طلابها وهل توّقعت هذه الفئة ومن خلفها المدير من جانبنا الصمت والخضوع، ثم هل جاءت شرعية الإتحاد من قبل الإدارة أم أنها شرعية ارادة طلابية كان لها ما أرادت؟ ان هذا القرار الساذج يدل على عجز إداري فاضح عن النظر بعين موضوعية لمشاكل الجامعة والعمل بجدية لحلّها..)
انتهى.
إتحاد الطالبات يدين الإدارة:
وجاء في بيان اتحاد طالبات الجامعة الإسلامية قولهن: -
(إن الجامعة أصبح يقود أمرها شرذمة تزداد طغيانا مع الأيام، فهي كتما للحريات الفكرية والأجتماعية والثقافية الى الطلاب تسعى، فهي التي الغت وأغلقت وشرّدت الطلاب من أجل ندوة يريدون أن يقيموها في دارهم في موسم من مواسمهم الثقافية، إنما ما حدث هذا لم يسبق اليه أحد، ولم يحدث في جامعة من جامعات الدنيا)
انتهى..