دافع الإدارة الحقيقي:
ان الحفاظ على النظام والأمن، كما بيّنا، ليس هو الدافع الحقيقي للإدارة فيما اتخذته من مواقف وإجراءات.. فما هو دافع الإدارة الحقيقي؟ ولماذا أرادت أن تمنع الجمهوريين دون سواهم من منبر الإتحاد؟ ان الدافع الحقيقي للإدارة فيما اتخذته من مواقف واجراءآت هو عداوتها الشخصية للجمهوريين، فهي من منطلق هذه العداوة أرادت أن تحجر على الفكر الجمهوري، وهي عداوة غير أمينة، وغير شريفة، وغير شجاعة، ثم هي غير مجدية.. فالإدارة تستغل وضعها الرسمي، والإمكانات العامة في عداوات شخصية ضيّقة، لا ترتفع الى مستوى الصراع الفكري النزيه، وبصورة لا تليق برجال يحتلون مواقع هامة، في العمل العام وفي مجال التربية والتوجيه. ان الفكر الجمهوري يطرح نفسه بصورة واسعة، داخل السودان، وخارجه، وقد كان الأولى برجال الإدارة في الجامعة الإسلامية، وأشياخها، وهم الذين يزعمون أنهم العلماء، أن يسعوا بأنفسهم ليحضر الجمهوريون الى الجامعة الإسلامية ليبسطوا فكرهم حتى يستطيعوا هم أن يتصدّوا له ويكشفوا باطله لطلابهم، وغيرهم.. ولكنهم يعلمون، في قرارة أنفسهم، أنه لا قبل لهم بذلك، وأن أي مواجهة فكرية موضوعية بينهم وبين الجمهوريين ستؤدي الى تعريتهم هم والى فضح جهلهم هم بالإسلام، ومفارقتهم هم لقيمه، وتثبت الحق الذي عند الجمهوريين.. ولذلك فهم يتهربون من المواجهة الفكرية الموضوعية بمثل هذه الأساليب الملتوية التي رأيناها، وهي لن تجدي لأنها هي الأخرى ايضا تكشفهم، وتبين وزنهم، في ميزان الفكر والسلوك فهم، على كل حال، مكشوفون، وان كانت المواجهة الفكرية أكرم لهم.
ونحن عندما نتهم الإدارة بأنها تستغل وضعها الرسمي والإمكانات العامة، في عداوة شحصية ضيقة للجمهوريين، لا نلقي القول جزافا، وانما نقول قولا مسئولا نعلم صحته.. وموقف الإدارة الذي أوردناه كاف للتدليل عليه، ولكن الدليل الأوضح، والأقوى، انما يجيء من مواقف السيد رئيس مجلس إدارة الجامعة - عون الشريف - والتي ليس هذا الموقف سوى امتداد لها.. وعون الشريف، رئيس مجلس إدارة الجامعة، والذي صدر بيان الإدارة الذي يمنع الجمهوريين من منبر الإتحاد بتوجيه منه، عون هذا صاحب سوابق في استغلال منصبه الرسمي، واسم الدولة وامكاناتها العامة، في عداواته الضيقة ضد الجمهوريين..