تجميد نشاط الإتحاد:
لقد اتخذت الإدارة بموقفها هذا، موقفا واضح التحيّز ضد الإتحاد، الذي يمثل أغلبية الطلاب، اذ حاولت أن تمنعه بالأمر عن ممارسة نشاطه المشروع، وعن تأدية واجبه الثقافي، والإدارة بموقفها هذا، تنحاز لأقلية طلابية، خارجة على القانون، وعلى قيم التربية، وبذلك فإن الإدارة تتدّخل في الصراعات الطلابية، وتنحاز لفريق ضد فريق.. ونحن حتى الآن لم نسمع أن الإدارة، وهي التي تظاهرت بالحرص على النظام والقانون، قد اتخذت أي موقف من طلبتها الذين خرجوا على النظام والقانون، وخرجوا على السلوك القويم!!
لم تقف الإدارة عند أوامرها الخرقاء التي تضمنّها بيانها الأول، فهي عندما رفض الإتحاد الإنصياع لأوامرها، وسار في تنفيذ برنامجه الثقافي، أصدرت بيانا تجمّد فيه نشاطه، وتجمّد البرنامج الثقافي. وهذا هو نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
جامعة أم درمان الإسلامية التاريخ: 1 ذو الحجة 1401 ه
الإدارة العامة الموافق 29 سبتمبر 1981م
مكتب المدير النمرة: ج أ ش /6 / م م / 6
بهذا أعلن جميع من يهمهم الأمر بأنه قد تقرّر تجميد نشاط اتحاد طلاب جامعة ام درمان الإسلامية الى أن تجرى الإنتخابات في موعدها المحدد وهذا التجميد يشمل الموسم الثقافي ابتداء من يوم الثلاثاء 29 سبتمبر 1981م على أن تتولّى عمادة الطلاب شئون الإتحاد الى أن تجرى الإنتخابات..
والله ولي التوفيق
أ. د محمد أحمد الحاج
مدير جامعة ام درمان الإسلامية)
انتهى.
أليس من حق الإتحاد أن يتهم الإدارة بأنها عملت على تجميد نشاطه، وتعويق عمله المشروع خدمة لتلك التنظيمات التي تقوم خارج الإتحاد، واعانة لها في الإنتخابات المقبلة؟! والاّ فما معنى هذا الإجراء؟! مع ملاحظة أن الإدارة عندما جمّدت نشاط الإتحاد، لم تشر، ولو مجرّد اشارة، للطلاب مثيري الشغب، ولم تورد أي سبب لقرارها بتجميد نشاط الإتحاد!!
ولكن الطلاب لم يخنعوا، ولم يستكينوا لهذه الإجراءآت الخرقاء ولم يجز عليهم التضليل الواهي، ولا الإرهاب، فأصرّوا على استرداد حقهم المغصوب بغير وجه حق، فلم يسع الإدارة الاّ أن تستجيب لوقفة الطلاب الصلبة، وتصدر بيانا تلغي فيه قراراتها التي جاءت في بيانها الثاني، ولكنها بدل أن تصحّح موقفها الخاطيء بكل الصدق والوضوح الذي يليق بالمربين، والإداريين الأكفاء، جعلت من بيانها الثالث، تفسيرا للبيان الثاني مع أنه يناقضه تماما!! فقد جاء بيان الإدارة الثالث كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
(أبنائي وبناتي طلاب جامعة أم درمان الإسلامية
تحية طيبة،
الحاقا للبيان الذي صدر يوم أمس الثلاثاء 29/9/1981م فإني أقرر الآتي: -
1) تفسير ذلك البيان، ان الإتحاد قائم ويمارس نشاطه كالمعتاد..
2) ان الموسم الثقافي قائم وذلك كلّه مع المحافظة على القانون واللوائح التي تحكم الجامعة وتحقق الإستقرار الجامعي والأمن فيها.
أ. د. محمد أحمد الحاج
أم درمان 30/9/1981 مدير جامعة ام درمان الإسلامية)
انتهى
هكذا فإن تجميد نشاط الإتحاد، وتجميد الموسم الثقافي، يفسّر عند الإدارة، بأن (الإتحاد قائم ويمارس نشاطه كالمعتاد) و(ان الموسم الثقافي قائم)!! هذا هو مستوى العقلية التي تدير الجامعة الإسلامية، وهذا هو مستوى القيم التربوية عندها!!