المعارضة تهدف الى توهين الجبهة الداخلية
فماذا قال السيد حسين الهندي؟ اسمعوه اذن (ان الذين يزورون السودان هذه الأيام يعودون بانطباع واحد الانفجار الكبير الذي طالما تحدثت عنه المعارضة الشعبية أصبح قاب قوسين أو أدنى..) جريدة الدستور 26/3/1979..
ان هذا القول مقصود به توهين الجبهة الداخلية بما يشيعه من روح اليأس، والشك، حتى عند من لهم معرفة، وتقدير، للدور الذي قامت، ولا تزال تقوم به ثورة مايو، من ضرب للطائفية وانتزاع السلطة منها، ومن مواجهة حاسمة للزحف الشيوعي، الدموي، فضلا عن الخطوات الكبيرة الجادة التي سار بها هذا النظام في سبيل التنمية الإقتصادية، مما يجحده، ويطفف قدره، بصورة محزنة، قادة المعارضة، أمثال السيد حسين الهندي، فهو قد قال في هذا الصدد، محاولا اشاعة روح السخط، والهلع، في أوساط اشعب السوداني: (المعاناة وحالة البؤس والشقاء لجماهير الشعب السوداني في المدن والقرى بلغت مرحلة من التدني لم يصل اليها أي بلد آخر)، جريدة الدستور بتاريخ 26/3/1979.. هذا ما قاله السيد الهندي.. وهو قول جانبه الحق، والصواب، ذلك بأن من له أبسط معرفة بأحوال الشعب السوداني، وأحوال الشعوب التي من حوله، يدرك خطل هذا التقرير الذي أرسله السيد حسين على عواهنه.. فهو لم يقارن حتى بين حال الشعب السوداني في الماضي وبين حاله اليوم، وانما قارن بينها وبين حال الشعوب الأخرى، فقرر انها أسوأ من حال أي شعب آخر. ويكفي، لدحض هذا القول، ان نعلم ان من أساليب المعارضة في محاربة النظام الحاضر ما ينفذه بعض كبار التجار بتهريبهم للسلع التموينية، ومن التجار من شغله تهريب هذه المواد، الى الدول المجاورة للسودان، وذلك لما تجده هذه السلع، في تلك الدول، من شدة طلب يصعّد اسعارها، ويضاعف ارباح التجار المهربين لها.. هذا من جهة، ومن جهة أخرى لما يحدثه تهريبها من اختناقات في السودان، فيكون غرض بعض التجار اقتصاديا وسياسيا في آن معا.. يكفي هذا وحده دلالة على ان السودان أحسن حالا، بما لا يقاس، من كثير من جيرانه...