إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

اتفاقية السلام
ضد مصلحة الشيوعية الدولية
وفي مصلحة العرب

الحرب في عالم اليوم:


إن ضرورة الصلح مع إسرائيل قد أفادتها التجربة الطويلة، وهي تجربة يجب أن نعيها جيدا حتى لا تتكرر التجارب الخاسرة مع إسرائيل:
1) إن من له اقل بصر بحقائق السياسة الدولية يعلم أن الدول الغربية لا يمكن أن تسمح بهزيمة اسرائيل، بل أن هذه الدول قد تعهدت بحماية دولة إسرائيل.. ثم إن وسائل الحرب الحديثة، المتطورة، وطبيعة العالم اليوم، قد جعلا من الحرب وسيلة غير حاسمة لحل النزاع بين الشعوب.. وكل ما يرجى للحرب أن تؤدى إليه إنما هو أن تقود إلى تربيزة المفاوضات، بعد أن تكون الأطراف المتنازعة قد فقدت الكثير من مقدراتها البشرية، والمادية، مما هي في أمسّ الحاجة اإليه في بناء حياتها اليومية..
2) إن روسيا قد ظلت، وستظل، تعين العرب، وتسلحهم، ولكن فقط في المدى الذي لا يرقى إلى تمكينهم من هزيمة إسرائيل.. ولقد كان ذلك واضحا في حرب 1967، وفى حرب 1973، فقد امتدت إمدادات أمريكا لإسرائيل بأحدث الأسلحة إلى حدود التفوق التام على مصر في هذا الميدان وبخاصة في حرب 1973 ولقد أشار إلى ذلك السادات وذلك في معرض تبريره لقبول وقف إطلاق النار عام 1973 (إننا فوجئنا أيضا بأسلحة امريكية حديثة لم يستخدمها الجيش الأمريكى بعد.. فتحت أمريكا ترساناتها وأعطت اسرائيل القنبلة التلفزيونية والقنابل المضادة للدروع وفتحت المخازن الأمريكية بضراوة وغزارة).. هذا في حين لم تكن إمدادات الروس لمصر بالمستوى المطلوب.. وهذا الصنيع من الاتحاد السوفيتي إنما هو مقصود، ومحسوب.. فهو يريد، من جهة، أن يبقى على صداقة العرب له عندما يمدهم، بعد كل هزيمة، بالسلاح الذي يعوضهم ما فقدوه.. ثم هو يريدهم أن يكونوا في حاجة دائمة إليه.. ولذلك فإنه لا يرقى بتسليحهم إلى حد يفوقهم على إسرائيل، وهو، في أثناء ذلك، يتوطد نفوذه عسكريا، واقتصاديا، وسياسيا، وتجد أحزابه – الأحزاب الشيوعية العربية – بمرور الوقت، الفرصة سانحة للسيطرة على مقاليد الحكم، في كل بلد عربي.. هذه هي إستراتيجية، وتكتيك، الاتحاد السوفيتي..