إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

اتفاقية السلام
ضد مصلحة الشيوعية الدولية
وفي مصلحة العرب

السوفيت يضلّلون العرب:


إن الاتحاد السوفيتي قد ضلّل العرب، ودفعهم إلى الحرب مرتين.. ثم هو، في المرتين، قد خذلهم، ولم يرق بتسليحه إياهم، لا في أثناء الحرب، ولا قبلها، إلى المستوى الذي بلغته امريكا مع إسرائيل، وذلك على نحو ما جاء في قول الرئيس السادات، آنف الذكر..
ولقد تمثل هذا التضليل السوفيتي للعرب في إايهامهم إياهم أنهم معهم، وبغير حدود، في مواجهتهم للغرب، ولإسرائيل.. ومن أمثلة ذلك قول سكرتير الحزب الشيوعى الروسى المستر برجنيف إذ قال في الاحتفال الخمسيني بالثورة الشيوعية، عام 1967: (إن أعمال وتصرفات الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا الغربية التي شجعت عملاءها من حكام إسرائيل على العدوان ضد الدول العربية قد كشفت مرة أخرى عن طبيعة النهب التي تميز السياسة الإمبريالية.. وقال إن الفرصة قد سنحت مرة للشعوب العربية لتدرك بنفسها أن الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية الأخرى هم أصدقاؤهم الحقيقيون وأنهم معين يمكن الركون إليه لصون استقلالهم).. ولكن التجربة دلت، في ساحة الحرب، على أن الركن السوفيتي الحصين لم يق العرب شر الهزيمة، ذلك بأنه لم يستمر في إمدادهم بالسلاح، كما فعلت أمريكا مع اسرائيل، وقد أشرنا من قبل الى هذا الموقف المخذّل للعرب..

دول الرفض والشيوعية:


إن العرب قد وقعوا في الفخ الذي نصبته لهم الشيوعية حين رضوا أن ينحازوا إليها، بسبب نزاعهم مع إسرائيل، متوهمين أن نصرتهم عليها ستجىء من دعم السوفيت لإياهم.. ولقد انساقوا في هذا الاتجاه حتى احتملوا من عداوة الغرب فوق طاقتهم مما جعلهم مضطرين للمزيد من الالتصاق بالاتحاد السوفيتي.. ولقد أشاع هذا الموقف – عداوة الغرب، والنزاع مع اسرائيل – جوا من الخوف، والحيرة، والقلق، وهو جو يناسب التخطيط الشيوعى لسوق الشعوب العربية، والحكومات العربية، الى حظيرة الشيوعية الدولية وهي معصوبة العينين..
إن هذا التخطيط الذي انكشف امره لدى مصر، ولدى السودان، هو ما تريد الشيوعية الدولية من (دول الرفض) – سوريا، والعراق، وليبيا – تنفيذه في العالم العربي.. وتستغل الشيوعية الدولية، في ذلك، الجهل بحقيقة ما يدور من صراع بين الاتحاد السوفيتي وبين امريكا، حول منطقة الشرق الاوسط الغنية بالنفط، والإستراتيجية الموقع، إذ هي مفتاح السيطرة على إفريقيا كلها..