التكفين
جاء في السنة النبوية عن عائشة أن النبي الكريم كفن في ثلاثة أثواب يمانية، بيض سحولية من كرفس ليس فيها قميص ولا عمامة (رواه البخاري ومسلم وأبو داؤود والترمذي والنسائي) ـ قوله (سحولية من كرفس) يعني نقية بيضاء من قطن. وأقرب الأقمشة إلى الكفن في السنة هو (الدبلان) وذلك لبياضه وبساطته. وهكذا فإن كفن الرجل ثلاث لامّات وكذلك كفن الطفل، أما كفن المرأة فخمس قطع، وفقاً لسنة الوتر. فعن ليلى بنت قاذف الثقفية قالت ((كنت فيمن غسل أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاتها فكان أول ما أعطانا الرسول الحقا، ثم الدرع، ثم الخمار، ثم الملحفة، ثم أدرجت بعد في الثوب الآخر)) رواه أبو داؤود وأحمد. (الحقا "القرقاب"، الدرع "الجلابية"، الخمار "الطرحة"، الملحفة "اللامّة"، الثوب الآخر "اللامة الخارجية"). ويمكن تقدير ما يكفي الرجل من اللامات بخمسة أذرع، وسبعة، وتسعة. وما يكفي المرأة من الحقا والدرع والخمار بحسب حجمها، واللامتين بتسعة أذرع وسبعة، وكيفية التكفين أن تبسط اللامات الثلاثة على بساط في الأرض، الواحدة فوق الأخرى، بعد رشها ببعض الحنوط (وهو مزيج من الرائحة اليابسة والرائحة اللينة). ثم يوضع الميت وسط اللامة الصغيرة، وتجعل يداه أمامه على طولهما ويربط الإبهامان إلى بعضهما، وكذلك إبهاما القدمين. ويطيب جسده كله ببعض الحنوط، وتوضع باقات القطن المضمخة بالحنوط في منافذ الجسم: على العينين، والمنخرين، والأذنين، والفم، والإبطين، والسرة، وباطني الفخذين، وينشر بعض الحنوط على الصدر، والبطن "السرة". ثم تلف اللامة الأولى، مشدودة على الجسد مبتدئة بالشق الأيمن فترش ببعض الحنوط والعطر، ثم تلف عليها اللامة الثانية، فالثالثة، كل على حدة.. فتجمع أطراف الكفن الزائدة من الكفن عند الرأس مع شد الكفن، ثم تربط بشريط، كذلك يفعل بالأطراف الزائدة من الكفن عند القدمين، ويربط الكفن، في منطقة الصدر، ومنطقة الوسط، ومنطقة الرجلين بثلاثة أشرطة، مشرعة من جهة الشمال، حتى يسهل حلها عند الدفن.
