غسل الجنازة
يوضع الميت على ((عنقريب)) غير مفروش. وفي حجرة يمكن إغلاق بابها ونوافذها، ليقتصر حضور الغسل على قلة من الناس هي التي تتولى الغسل والتكفين، وتساعد فيهما. ويجرد الميت من ثيابه، بعد أن تستر عورته بثوب، وذلك لوجوب ستر عورة الميت في السنة النبوية، فقد جاء فيها ((من غسل ميتاً فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة)) فلا يحل، بذلك للغاسل، ولا لمن يحضر الغسل، أن ينظر إلى عورة الميت، أو يلمسها، ويكفي عند الغسل أن يفاض على موضعها بالماء، من تحت الثوب الساتر لها.. يتولى الغسل شخص واحد في وقت واحد، يساعده آخرون في صب الماء وتقليب الميت، والوضوء شرط في غسل الميت، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في غسل ابنته للغاسلات ((أبدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها)).. ويغسل الميت ثلاثاً، إذ السنة فيه الوتر، لما روته أم عقبة ((دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن نغسل ابنته، فقال: أغسلنها وتراً: ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك)).. ففي الغسلة الأولى الوضوء ثلاثاً ثلاثاً لكل أعضاء الوضوء، ما عدا القدمين فتؤخران ثم يفاض الماء على كل الجسد، ثم صب الماء مع الدلك الرفيق لكل الجسد مع تقديم الأعالي على الأسافل، والميامن على المياسر، ومع تقليب الميت لغسل شقه الأيمن، وشقه الأيسر، وظهره، والغسلة الثانية بالصابون ذي الرائحة الطيبة، من الرأس إلى القدمين، مع دلك الجسد بالصابون، وصب الماء المتوالي بقصد التنظيف، وإزالة الصابون، والغسلة الثالثة تبدأ بالوضوء ثلاثاً ثلاثاً كما جرى في الغسلة الأولى، ثم يعمم الماء على كل الجسد، مع الدلك، وتقديم الأعالي على الأسافل، والميامن على المياسر وبذلك يتم للميت غسله. ويطلق البخور أثناء الغسل والتكفين ويصطنع الغاسل الوقار، ويستشعر الورع أثناء الغسل. ولا يجوز للرجل غسل المرأة إلا أن تكون زوجته، كما لا يجوز للمرأة غسل الرجل إلا أن يكون زوجها. فقد روي أن علياً غسل فاطمة، وأن أسماء بنت عميس غسلت أبا بكر، وقالت عائشة عند غسل النبي الكريم ((لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه!!))