خاتمة:
هذا السفر اريد به ان يكون عرضا موجزا لأصل المشكلة التي تواجه العرب، وهي عندنا ليست اسرائيل، وإنما هي أكبر وأخطر من اسرائيل.. اسرائيل نتيجة لسبب وراءها.. هذا السبب هو المشكلة التي على العرب ان يتفطنوا اليها، وان يتوفروا على حلها.. ان العرب لا يفكرون، وانما يسيرون في طريق الحياة المعاصرة، بالعواطف، والتمنيات وبحسبهم هذا شرا.
ان مشكلة فلسطين، اليوم، تحتاج من العرب الى شجاعة الفكر، وشجاعة الخلق، وكل تسويف في مواجهتها بهذه الشجاعة يعطي فرصة لأعداء الإسلام، وأعداء الشعوب، الحقيقيين، ان يلتحفوا ثوب الصداقة والتضليل، وان يعيثوا في ارض العرب فسادا، لن يكون الخلاص منه ميسورا.
ان حكم الوقت الحاضر يقضي بالوحدة.. وليس للوحدة غير دين التوحيد.. فالأرض جميعها اصبحت تتهيأ لاستقبال دين التوحيد. والعرب قد جعلهم الله سدنة دين التوحيد، فأولاهم بذلك شرفا دونه كل شرف، ولكن العرب لا يعرفون حقيقة ما هم فيه من نعمة الله عليهم، بدليل انهم يبيعون أنفسهم وشعوبهم للشيوعية الدولية بيع السوام، وبيع الهوان.
ان هذه الآية، التي صدرنا بها هذا السفر، وهي قوله تعالى: ((ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)) آية تطالب في هذه الأيام بمظهرها على الأرض، وهي تطالب بمظهرها على ارض العرب اولا ريثما تنشر ظلها على سائر الارض، وذلك امر ما منه بد، وسيكون ظهورها في ارض العرب على ايدي العرب، فاذا لج العرب عنها، والتمسوا لمشاكلهم الحل في غير الإسلام، فان الخذلان هو نصيبهم، ان الله غيور على العرب، بما جعلهم ورثة المصحف العربي، وعترة النبي العربي، فاذا انتصر الناس في هذه الايام عن غير طريق الإسلام، فان العرب لن ينتصروا، في هذه الايام، الا عن طريق الإسلام.. وعلى العرب ان يعرفوا ان ((من لم يسر الى الله بلطائف الاحسان قيد اليه بسلاسل الامتحان)) فما من الله بد.
هدى الله العرب الى التي هي أقوم وهدى بهم.. انه سميع مجيب
الحزب الجمهوري
الخرطوم ص. ب. 752
تلفون 77089