الدعوة في حماية أمير
سيكون مرجعنا في هذا الفصل جريدة الصحافة السودانية، التي نشرت علينا لمحات من تاريخ (المملكة العربية السعودية) بعدد 31/10/76: (وقد قام محمد بن عبد الوهاب بثورته الدينية ضد الاضرحة، والبدع، وضد الصوفية، والاولياء وكان والده قد نصحه بترك الدعوة خوفا علي حياته فتوقف، وبعد وفاة والده بدأ ينشر دعوته فلم يجد استجابة، وتعرض لمحاولة لاغتياله، فذهب الي مدينة العيينة طالبا حماية أميرها، فرحب به الأمير، وأكرمه، وتزوج الشيخ من أسرة الأمير، وبدأ يشعر بالأمن، والأمان، وكان الشيخ يساوم الأمير، ويمنيه بأن يظهره الله فيملك نجدا وأعرابها، ان قام بنصرة دعوة الشيخ للتوحيد، وأقبل عليه الأمير، وبشره بالنصر، والتأييد، ولذلك فان أمير العيينة هو أول أمير قامت الدعوة في حمايته، وبعد انضمام الأمير واعلانه تأييد الدعوة زادت الدعوة قوة، ومن ثم بدأ الشيخ ينفذ دعوته بيده بل انه أعتزم هدم القبة المقامة فوق ضريح زيد بن الخطاب وهدمها بفأس
وكان الشيخ يهتم باقامة الحدود الشرعية وقد صمم علي اقامة الحدود الشرعية، وقد عظم أمر الشيخ في ظل حماية الأمير، فتعرض الأمير لبعض الضغوط لحمايته للشيخ، واغري بقتله، لمخالفته الدين وخروجه علي أوامره، وكان الشيخ يدافع عن نفسه بان دعوته هي التوحيد، ويمني أمير العيينة بأنه اذا نصر الدعوة ستفتح عليه البلاد، وأخيرا طلب الأمير من الشيخ الرحيل فرحل الشيخ الي الدرعية أمارة آل سعود)
حلف غير مقدس
(وصل محمد بن عبد الوهاب الي الدرعية، وقال انه يبغي الأمن والأمان، وحماية الدعوة، وأتصل بالامير السعودي، بواسطة أحد معارف الشيخ، فقد توسط هو الآخر للأمير بشقيقيه وقص عليهما قصة الشيخ وانه حضر يريد الحماية والأمان، فتوسطا هما للأمير بزوجته، وحدثها الشقيقان باستفاضة عن المهمة التي جاءا من أجلها كما تكلما عن الدعوة التي يدعو اليها الشيخ وهي اعلاء كلمة التوحيد، ومحاربة البدع والخرافات، وقالا انهما لا يريان بأسا من حمايته، وتأييد دعوته ونقلت الزوجة الي زوجها ما دار ودعته الي تأييد الشيخ ونصرته لأنه يدعو الي الحق والي الاسلام الصحيح فلم يتردد الأمير في القبول والاضطلاع بالمهمة العظمي التي اختارته لها الاقدار)
المقابلة بين محمد بن عبدالوهاب
والأمـير محمد بن ســعــود
(بدأ الأمير فقال للشيخ (أبشر بالخير والعز والمنعة) فرد عليه الشيخ قائلا (وأنت أبشر بالعز والتمكين والغلبة علي جميع بلاد نجد، انها كلمة – لا اله الا الله – من تمسك بها وعمل لها ونصرها ملك بها العباد والبلاد). (ثم أفاض الشيخ في سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم، وما قام به اصحابه، من بعده من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله وأشار الي البدع المتفشية في نجد وما عليه أهلها من الخلافات والجور والظلم ثم ختم كلامه بقوله: (ان كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)
(وختم الأمير محمد بن سعود بقوله ايها الشيخ ان هذا دين الله ودين رسول الله صلي الله عليه وسلم، لا شك فيه، وأبشر بالنصرة لما أمرت به وبالجهاد فيمن يخالفك) وطلب من الشيخ شرطين أولهما انهم بعد أن يقوموا بنصرته ويفتح الله لهم الا يرحل منهم، وأن للأمير خراجا علي أهل الدرعية، وطلب من الشيخ الا يمنعه اياه، فطمأنه الشيخ بأنه سيقيم معهم ووعده عن الخراج بالغنائم والفتوحات مما هو خير من الخراج ..)
ومن يومها شهدت الجزيرة العربية الحركة الوهابية محمولة علي أسنة الرماح
(واستمر الجهاد في سبيل نشر الدعوة 20 عاما)
(واذا كان دور محمد بن سعود دور ابتداء وتأسيس لنشر الدعوة، وحمايتها، فان دور الامام عبدالعزيز بن سعود كان دور توسع، وانطلاق وصلت فيه الدعوة الي حدود العراق شمالا، وتخطت حدود الحجاز غربا، واستولت علي مقاطعات السرا، وعسير، وتهام، فوصلت الي شاطيء البحر الأحمر كما سبق ان وصلت الي الخليج) – جريدة الصحافة – 31/10/1976