فاروق الملك الصالح!
ومن الأمثلة على تملق شيوخ الأزهر للحكام ما حدث في الاحتفال الذي أقيم لعيد ميلاد الملك فاروق، الذي توافد عليه رجال الأزهر وطلابه، وتورد مجلة الأزهر سنة 1939 عند ذلك:
(نهض الشيخ محمد مصطفي المراغي، شيخ الأزهر، فألقي خطبة جمعت فأوعت، في مناقب حضرة صاحب الجلالة "الملك فاروق") وكان مما قاله في هذه الخطبة عن الملك فاروق: ((انه مثال من مثل الخير العليا، وصورة كاملة من صور الفضيلة المحببة للنفوس))
وفي اتجاه الشيخ المراغي، في مدح الملك، فقد كتبت مجلة الأزهر في 25/5/1952 بقلم رئيس تحريرها أحمد حسن الزيات تتملّق الملك فاروق، قبل طرده بشهرين، قائلة (وبهدي صاحب الرسالة محمد صلوات الله عليه، لسان الوحي ومنهاج الشرع، ومعجزة البلاغة، وبعطف صاحب الجلالة الفاروق، ناصر الإسلام، ومؤيد العروبة وحامي الأزهر، أعز الله نصره، وجمّل بالعلوم والآداب عصره).. انتهي..
وبعد سقوط عرش فاروق لم تكتف مجلة الأزهر بملقها وخداعها للشعب فاعلنت بقلم رئيس تحريرها أن فاروق كان آية من آيات إبليس فكتب رئيس التحرير في يوليو من عام 1960 عن فاروق ((وكان آية من آيات ابليس في الجراءة على دين الله، انه كان كما حدثني أحد بطانته المقربين اليه، انه إذا اضطرته رسوم الملك، ان يشهد صلاة الجمعة، خرج اليها من المضجع الحرام، وصلاها من غير غسل ولا وضوء، وأداها من غير فاتحة ولا تشهد، وكان يقول إن أخوف ما أخافه، أن يغلبني الضحك وأنا أتابع الامام في هذه الحركات العجيبة. وبلغ من جراءته على الحرمات، أنه كان يغتصب الزوجة ويقتل الزوج ويسرق الدولة)).
هذا هو فاروق الذي كانت مجلة الأزهر تكيل له المدح وقال عنه شيخ الأزهر ((انه مثال من مثل الخير العليا وصورة كاملة من صور الفضيلة المحببة للنفوس))