إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

هل هذا هو الإسلام؟
هل هذه هي مصر؟

واجب الطاعة لحكومة عبد الناصر


وقد تلون المشايخ لعبد الناصر أيضا ليمارسوا حرفة الأزهر والأزهريين في ملق الحكام وخداع الشعوب، ومن امثلة ذلك ما جاء في مجلة الأزهر ديسمبر سنة 1960، أورد الشيخ محمود شلتوت عن واجب المسلم، في طاعة الحكومة ما لم تخالف أوامر الله، ما يلي:- ((فعلي المسلم السمع، والطاعة، فقد عرف أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وواجب المسلم لا يختلف، ولا يقل، نحو حكومته ما دام كل عملها في المصلحة العامة، وما دامت لا تخالف أوامرها أوامر الله، ولا أوامر الرسول، لا فرق في ذلك بين حكومة علمانية أو حكومة دينية)). هذا رأي شيخ "الأزهر" وهو من أبرز مشايخ الأزهر، في طاعة الحكومات، وهو مفصل تماما على حكومة عبد الناصر، فهل يمكن ان يكون لهذا الحديث علاقة بالدين؟ وهل ثمة حكومة علمانية غير مخالفة لأوامر الله؟ وعلي كثرة ما أحتشد تاريخهم بالملق والتطبيل للحكام، لم يبلغوا من ذلك ما بلغوه في عهد عبد الناصر، فقد كتبت مجلة الأزهر سنة 1963 مقالا بقلم رئيس تحريرها أحمد حسن الزيات رجح فيه اشتراكية جمال عبد الناصر على اشتراكية محمد بن عبد الله لأن اشتراكية محمد تقوم على العقيدة واشتراكية عبد الناصر تقوم على العلم. ولما ثار بعض العلماء، تدخل محمود شلتوت، شيخ الأزهر، لتهدئة الخواطر- وقد كتبت مجلة الأزهر مقالا آخر لرئيس تحريرها الزيات، في الجزء الأول بتاريخ 2/6/1962م وصفت فيه ميثاق عبد الناصر، بما يلي: ((ان ميثاقك الذي عاهدت الله الوفاء به وعاهدك الشعب على اللقاء عليه حروف من كلمات الله، لم يؤلفها أحد قبلك في أي عهد، لا في القديم والحديث، لا في الشرق والغرب))
وتداعت مجلة الأزهر الى أن كتبت بقلم رئيس تحريرها في يناير 1963 – الجزء السادس ما يلي: ((وسينتشر ضوء ميثاقك المحكم الهادي في كل نفس وفي كل أرض انتشار كلمات الله، لأنه الحق الذي وضعه الله في شرعه، والنهج الذي سنه لجميع خلقه)). انتهي..
ولو نشر مثل هذا الحديث في أي مجال، لكان مجرد صمت شيوخ الأزهر على مثل هذا الحديث، عارا ما بعده عار، دع عنك أن تنشره مجلة الأزهر نفسها، مجلة أكبر وأعرق مؤسسة دينية في العالم الإسلامي!

الأزهر يحتمى بالسلطة


والأزهر وهو على هذا المحتوى لا يحتمل أي نقد، أو توجيه، وحين يكتب بعض العقلاء نقدا للأزهر بغية تقويمه، وإيقاظ المشايخ من نومهم الطويل، فإنهم يلجأون للسلطة يستعدونها، وللشعوب الإسلامية يحرضونها، إذ يصورون نقد الأزهر، نقدا للإسلام نفسه، وكمثال لذلك فقد رد الشيخ محمد النواوى على هجوم طه حسين على جمود الأزهر فقال: ((ان الأزهر حق الله، لأنه يبلغ رسالة الله، ورسالة الانبياء من قبل!! اصلاح عالمي، وسلام إسلامي، ولأنه يعاون الحكم الصالح، الذي يتمثل اليوم في حكومة الثورة)) مجلة الأزهر الجزء الرابع 16/11/1955 – فالأزهر هو حق الله لأنه يبلغ رسالة الله و((لأنه يعاون حكومة الثورة)) – فكيف يهاجم طه حسين حق الله، الذي يتعاون مع الحكم الصالح! وهل كان ذلك الحكم حكما إسلاميا بريئا من نذير الآية التي يحفظها المشايخ ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون))؟ وفي مجلة الأزهر 16/11/1955 ورد أيضا رد الشيخ محمد على عامر على هجوم طه حسين على الأزهر فيقول: ((ما كنت أظن ان الدكتور طه حسين يتمادي في التهكم بالأزهريين، ويدأب على التهوين من شأنهم، في الوقت الذي تمر به مصر الآن فيكتب عنهم "بأنهم لا يتعلمون كما يتعلم الناس" ويصفهم بأنهم "لا يعرفون من العلوم الا أسماءها وظاهرا من أطرافها".. ويرد على بعض كتاب الأزهر فيقول عن الأزهر "انما عاش وما زال يعيش في القرون الوسطي" وهو يعلم حق العلم بأن الرئيس عبد الناصر وصحبه من رجال الثورة، أغير الناس على الأزهر، وأشدهم حرصا على كرامته)).. انتهي

هل أصبحت مهمة الأزهر هي الملق والتكفير؟!!


ومن شواهد تخلّف الأزهر أنه أدمن مع الملق مهنة التكفير فأصبح يتهم كل مفكر بالزندقة والخروج، فقد كفروا الشيخ على عبد الرازق، ومحمد رشيد رضا، صاحب مجلة المنار ((كتاب المنار والأزهر)) كما وصم عمر لطفي المحامي بالإلحاد، من الشيخ التفتنازى، وبعض العلماء لدعوته لإقامة الجمعيات التعاونية – مجلة الأزهر فبراير 1963م – كتاب ((حوار مع الصفوة)) صفحة 194، كذلك كفروا طه حسين، وقاسم أمين، وأتهم جماعة من العلماء، وعلى رأسهم الشيخ عليش جمال الدين الأفغاني بالإلحاد، لأفكاره في بعض المسائل العلمية. راجع كتاب زعماء الإصلاح لأحمد أمين 1965م ص 110.
ولقد قامت قيامة علماء الأزهر على محمد عبده لأنه أفتى بأن لبس ((البرنيطة حلال، فحاربوه بكل قسوة، وأتهموه بالزندقة.)) راجع زعماء الإصلاح صفحة 322.
وبعد فهذه مجرّد أمثلة لما عليه الأزهر.