إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

تنظيمات الهوس الديني
ونموذج الأخوان المسلمين (٢)

د. أحمد المصطفى دالي


الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن


وهو مؤسس الجامعة الإسلامية ورئيسها وكان عبد العزيز ابن باز، السابق ذكره، نائباً له. جاء في سيرة الشيخ محمد بن إبراهيم الذاتية ما يلي:
"ولد محمد آل الشيخ يوم الاثنين السابع عشر من شهر محرم عام 1311 هـ، وقد نشأ نشأة دينية علمية، فأدخل الكتاب في صغره وحفظ القرآن مبكرا، ثم بدأ الطلب على العلماء مبكراً قبل أن يبلغ السادسة عشر، ثم أصيب بمرض في عينيه وهو في هذه السن ولازمه المرض سنة تقريباً حتى فقد بصره في حدود عام 1328 هـ وهو في سن السابعة عشر – كما حدث هو بذلك عن نفسه.
وكان يعرف القراءة والكتابة قبل فقده لبصره، ويوجد له بعض الأوراق بخطه قبل أن يفقد بصره، وكان يعرف الكتابة حتى بعد فقده بصره وقد شوهد وهو يكتب بعض الكلمات على الأرض.
- ولما افتتحت الجامعة الإسلامية عام 1381 هـ (1960) كان هو مؤسسها وعين نـائباً له عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
- و ساهم مساهمة أساسية في نشر التعليم عموماً والشرعي خصوصاً بالمساهمة العملية الإدارية في تأسيس وإدارة عدد من الجامعات مثل الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وعين عليها آنذاك الشيخ عبد العزيز بن باز، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والمعاهد العلمية التابعة لها وكان ابنه عبد العزيز بن محمد آل الشيخ أول مدير لها."
وليقف القارئ قليلاً عند تلك الشهادة لمؤسس جامعة المدينة المنورة الإسلامية والتي تقول إنه كان يعرف الكتابة حتى بعد فقده بصره "وقد شوهد وهو يكتب بعض الكلمات على الأرض".

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ


"ولد عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب (آل الشيخ) في 1941 بالرياض بالسعودية لاسرة تبوأت الصدارة العلمية في البلاد منذ أكثر من قرنين. توفى عنه والده وهو صغير لم يتجاوز الثامنة من عمره، وكان منذ ولادته يعاني من ضعف البصر ثم فقده كليا عام 1381 هجرية وله أربعة أبناء.
بدأ الشيخ عبد العزيز طلب العلم بدراسة القرآن الكريم في مسجد أحمد بن سنان فحفظه وهو في 12، ثم أخذ العلم على بعض العلماء في حلق التدريس، وفي عام 1375هـ (1955) التحق بمعهد إمام الدعوة، وتخرج في كلية الشريعة 1384 هـ (1964) بشهادة الليسانس في العلوم الشرعية واللغة العربية. وكان يحضر بعض حلقات العلماء في المساجد، مثل حلقة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية آنذاك، وحلقة خلفه في منصب الفتوى الشيخ عبد العزيز بن باز.
ومارس التدريس في عدة مؤسسات تعليمية، من بينها معهد إمام الدعوة العلمي، وكلية الشريعة في الرياض التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث عمل أستاذا مشاركا فيها وفي المعهد العالي للقضاء بالرياض."
يرى القارئ هنا أن الشيخ عبد العزيز قد تأهل للمعهد العلمي في حلقات المساجد ولم يلتحق بأي مدرسة نظامية. ثم التحق الشيخ من هذا المعهد، المزعوم، بكلية الشريعة التي تخرج فيها ليعمل (أستاذا مشاركا) في نفس الكلية ثم في المعهد العالي للقضاء. بهذه البساطة وبهذا التسلسل، صار هذا الشيخ، من حلقات المساجد، إلى أستاذ مشارك. أنظر وتعجب.