إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..
دعونا نبدأ بالشيخ عبد العزيز بن باز، الذي قال عنه محمد ناصر الدين الألباني "هو مجدد القرن"– والذي، فيما نحن بصدده، قد تبوأ منصب نائب رئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في عام 1381 هجرية (1961)، ثم رئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1390 هجرية (1970).
"هو عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز، توفي والد ابن باز وهو صغير حيث أنه لا يذكر والده، أما والدته فقد توفيت وعمره خمس وعشرون سنة، وقد كان في صباه ضعيف البنية، ولم يستطع المشي إلا بعد أن بلغ الثالثة من عمره، وقد أجاد الكتابة والقراءة في صباه قبل أن يذهب بصره، يقول ابن باز: «أنا أقرأ وأكتب قبل أن يذهب بصري، ولي تعليقات على بعض الكتب التي قرأتها على المشايخ مثل الآجرومية في النحو، وغيرها». - ويكيبيديا الموسوعة الحرة -.
وقد يكون مفيدا للقارئ أن يعلم أيضا أن هذا الرجل قد صار رئيسا لمجالس رابطة العالم الإسلامي، ورئيسا للمجلس الأعلى العالمي للمساجد، ورئيسا للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وفي عام 1414 هجرية عين مفتيا عاما للمملكة العربية السعودية، ورئيسا لهيئة كبار العلماء، ورئيسا للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ورئيسا لرابطة العالم الإسلامي. ولقد إستطاع من مناصبه هذه كما قيل عنه:
" التوسع نحو امتداد الدعوة إلى خارج المملكة العربية السعودية، ولم يقف نشاط الجامعة العلمي والعملي عند حدود الجامعة وحدها، بل امتد إلى مناطق كثيرة في العالم الإسلامي، فانتُدب المدرسون باسم الجامعة للتدريس في أكثر من مؤسسة علمية، أو مدرسة وجامعة أثرية، بخاصة في الهند وإفريقية وباكستان، بالإضافة للمتفوقين من خريجي الجامعة، الذين قدمهم إلى مجلس الدعوة الإسلامية بالرياض، من أجل انتدابهم لخدمة الدعوة في بلادهم وغير بلادهم."
يقول الشيخ ابن باز عن نفسه وعن مؤهلاته ما يلي:
« وقد بدأت الدراسة من الصغر، فحفظت القران الكريم قبل البلوغ على يد الشيخ عبد الله بن مفيرج، ثم بدأت في تلقي العلوم الشرعية والعربية على أيدي كثير من علماء الرياض، ومن أعلامهم: الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، والشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن، والشيخ سعد بن حمد بن عتيق قاضي الرياض، الشيخ حمد بن فارس وكيل بيت المال بالرياض، الشيخ سعد وقاص البخاري، أخذت منه علم التجويد عام 1355، الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف، وقد لزمت حلقاته صباحًا ومساءً، وحضرت كل ما يقرأ عليه، ثم قرأت عليه جميع المواد التي درستها في الحديث والعقيدة، والفقه والنحو والفرائض، وقرأت عليه شيئًا كثيرًا من التفسير والتاريخ والسيرة النبوية، نحوًا من عشر سنوات، وتلقيت عنه جميع العلوم الشرعية ابتداءً من سنة 1347 هـ حتى سنة 1357 هـ، حيث رشحت للقضاء من قبل سماحته».
خلاصة هذه السيرة الذاتية لهذا العالم، الذي حمل كل هذه الألقاب، مثل (مجدد القرن)، وشغل كل تلك المناصب، (ويهمنا منها، فيما نحن بصدده، كما أسلفنا، في هذا المقال، منصبي رئيس، ونائب رئيس الجامعة الإسلامية) أنه لم يتلق أي نوع من التعليم النظامي، وإنما جلس في حلقات المساجد يستمع إلى فقهاء المذهب الوهابي حتى شهد لنفسه، وشهدوا له بالعالمية، وكان أول عمل تولاه هو القضاء ثم أنطلق ليكون نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية ثم رئيساً لها.
وقبل أن نبرح موضوع مؤهلات هذا الشيخ إلى غيره دعنا نُري القارئ بعضا من فتاويه، وإسهاماته في المعرفة والبحث والمنطق، التي أوردها في كتابه "الأدلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب"، أو في موقعه على الإنترنت. وليرى القارئ أيضا نهجه التكفيري الذي يخرج به معظم أمة المسلمين من دائرة الإسلام. فهو بعد الجمهوريين، ونحن قوم قليل عديدنا، يكفر الشيعة، بكل طوائفهم، (في العراق وسوريا ولبنان، وباكستان ...الخ)، ويكفر الصوفية، بكل طرقهم، (في السودان ومصر والمغرب، والسنغال، وليبيا الخ..)، ويكفر الأباضية (في سلطنة عمان وليبيا). فهو وقبيله بإختصار لا يكادون يستثنون غير وهابية نجد أومن شايعهم.
يقول بن باز، رئيس الجامعة الإسلامية، في فتواه عن دوران الأرض:
أ) "ولو كانت الأرض تدور كما يزعمون لكانت البلدان، والجبال، والأشجار، والأنهار، والبحار لا قرار لها، ولشاهد الناس البلدان المغربية في المشرق، والمشرقية في المغرب، ولتغيرت القبلة على الناس حتى لا يقر لها قرار، وبالجملة فهذا القول فاسد من وجوه كثيرة يطول تعدادها، و أما من قال أن الأرض تدور، والشمس جارية فقوله أسهل من قول من قال بثبوت الشمس، ولكنه في نفس الأمر خطأ ظاهر مخالف للآيات المتقدمات، وللمحسوس، والواقع، ووسيلة للقول بعدم جري الشمس فقد أوضح الله في الآيات المذكورات آنفا أنه ألقي الجبال في الأرض لئلا تميد، والميد هو الحركة، والأضطراب، والدوران.....". – كتاب الأدلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض
ويقول عن تحريم التصوير:
ب) "وهذه الأحاديث وما جاء في معناها دالة دلالة ظاهرة على تحريم التصوير لكل ذي روح، وأن ذلك من كبائر الذنوب المتوعد عليها بالنار. وهي عامة لأنواع التصوير سواء كان للصورة ظل أم لا، وسواء كان التصوير في حائط أو ستر أو قميص أو مرآة أو قرطاس أو غير ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين ما له ظل وغيره، ولا بين ما جعل في ستر أو غيره، بل لعن المصور، وأخبر أن المصورين أشد الناس عذابا يوم القيامة، وأن كل مصور في النار، وأطلق ذلك ولم يستثن شيئا.
ويؤيد العموم أنه لما رأى التصاوير في الستر الذي عند عائشة هتكه وتلون وجهه وقال: ((إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله)) وفي لفظ أنه قال عندما رأى الستر: ((إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم)) فهذا اللفظ ونحوه صريح في دخول المصور للصور في الستور ونحوها في عموم الوعيد." – الموقع الرسمي لإبن باز
ويقول عن الطوائف المسلمة:
ت) "الصوفية أقسام: وهم في الأغلب مبتدعة عندهم أوراد، وعبادات يأتون بها ليس عليها دليل شرعي، ومنهم ابن عربي، فإنه صوفي مبتدع ملحد، وهو المعروف محي الدين بن عربي، وهو صاحب أحداث الوجود، وله كتبٌ فيها شرٌ كثير، فنحذركم من أصحابه وأتباعه؛ لأنهم منحرفون عن الهدى، وليسوا بالمسلمين، وهكذا جميع الصوفية الذين يتظاهرون بعبادات ما شرعها الله، أو أذكار ما شرعها الله مثل "الله، الله، هو، هو، هو" هذه أذكار ما شرعها الله، المذكور والمشروع "لا إله إلا الله، سبحان الله والحمد لله" أما "هو، هو، الله، الله، الله" هذا ما هو بمشروع، وهكذا ما يفعلون من الأغاني التي يرقصون عندها، مثلما يفعل بعضهم أغاني مع الرقص، وضرب آلات اللهو، أو ضرب التنكة، أو صحن، أو جعد، أو غير ذلك، كل هذه لا أصل لها، كلها من البدع، والضابط أن كل إنسان يتعبد بغير ما شرعه الله يسمى مبتدع، فاحذروا،" – الموقع الرسمي لإبن باز-
ث) "الطريقة التيجانية بدعة لا أساس لها، ومنكر لا أساس له، نسأل الله أن يعافي إخواننا في أفريقيا وفي السنغال وفي غيرها نسأل الله أن يعافيهم من شرها، وأن يخلصهم منها، وأن يوفقهم لاتباع نبيهم ورسولهم محمد -عليه الصلاة والسلام." الموقع الرسمي لإبن باز.
ج) "الشيعة فرق كثيرة وليس من السهل أن يتسع للحديث عنها الوقت القليل، وبالاختصار ففيهم الكافر الذي يعبد علياً ويقول: يا علي، ويعبد فاطمة والحسين وغيرهم، ومنهم من يقول: جبريل عليه الصلاة والسلام خان الأمانة وأن النبوة عند علي وليست عند محمد، وفيهم أناس آخرون، منهم الإمامية – وهم الرافضة الاثنا عشرية – عباد علي ويقولون: إن أئمتهم أفضل من الملائكة والأنبياء، ومنهم أقسام كثيرة وفيهم الكافر وفيهم غير الكافر، وأسهلهم وأيسرهم من يقول علي أفضل من الثلاثة وهذا ليس بكافر لكن مخطئ، فإن علياً هو الرابع والصديق وعمر وعثمان هم أفضل منه، وإذا فضله على أولئك الثلاثة فإنه قد أخطأ وخالف إجماع الصحابة ولكن لا يكون كافراً،" – الموقع الرسمي لإبن باز.—