خاتمة
بهذا نحب أن نختم كتابنا: على المسئولين، في كافة مستويات المسئولية السياسية، والمسئولية التنفيذية، وعلى المواطنين كافتهم ان يولوا مقترح هذا الكتاب (المنابر الحرة) ما هو به حقيق من امعان النظر، ودقة البحث.. وعليهم، فوق ذلك، أن يطلعوا اطلاعا أكيدا، على صدق الدافع الذي يقف وراء هذا المقترح، حتى لا يذهب بهم سوء الظن المذاهب التي تقدح فيه، وتعوق سبيله..
الدعوة إلى المنابر الحرة دعوة في مصلحة أية سلطة تخطط لمصلحة شعبها، وتود أن يتحمل شعبها مسئولية تنفيذ مخططها، ذلك بما تتيحه المنابر الحرة أمام الشعب من فرص المشاركة بالرأي في تناول القضايا القومية، والمشاكل اليومية..
والطائفية!! لا زالت هي الطائفية!! لا زالت في الرؤوس والصدور!! ولئن صارت اليوم، بلا سلطة زمنية، فإن لها، اليوم، كان ولا يزال، ما هو أقوي من السلطة الزمنية!! لها السلطة (العقيدية) على الرؤوس والصدور!! وبهذه سوف تسعي إلى تحقيق تلك!! ولا يقطع الطريق أمامها الا شيء واحد، شيء واحد، لا قبله، ولا بعده، ولا معه شيء آخر!! إنه المنابر الحرة!! فإن من عليها تنفذ أنوار الوعي إلى الرؤوس والصدور، فتقضي على ظلام الولاء الطائفي الذي يجمد الإرادة، ولا يدع لها من مسرب الا مسرب في اتجاه خدمة المصلحة الطائفية!
ومما يرشح المنابر الحرة للقضاء على الطائفية أن هناك، اليوم، حركة توعية دينية تجري على قدم وساق، بين أفراد شعبنا.. حركة يقوم بها شباب أخلاقهم سمحة، وأفكارهم سمحة، ومظهرهم سمح، ولسانهم سمح.. لا يقولون الا ما يفعلون، فهم يخشون ربهم، وهو القائل (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).. وهم دعاة يدعون كما أراد لهم الله أن يدعوا وهو القائل (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة، والموعظة الحسنة.. وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين).. فعندهم ان (الموعظة الحسنة) هي القول الصادق.. وعندهم أن (التي هي أحسن) من (الموعظة الحسنة) هي (الأخلاق)!! هي النفس المؤدبة بأدب الشريعة، وأدب الحقيقة.. بهذه يجادلون.. فهي، حجتهم البالغة التي أمامها كل حجة داحضة!! فلتقم المحاضرات، والندوات لتستوعب حركة التوعية الدينية.. وليكن الإخوان الجمهوريون فيمن يرشحون لهذه الحركة.. والله من وراء كل هذا محيط.
الإخوان الجمهوريون
أم درمان ص. ب 1151 ت 56912
الطبعة الأولي السبت 29 / 5 / 1976
30 جمادي الأولي 1396 هـ