هذا الكتاب
إن صلاة (المعراج) ـ الصلاة الشرعية ـ وسيلة إلى صلاة (الصلة).. فنحن إنما لنا صلاتان: صلاة كبرى، وهذه لم يكن جبريل حاضراً فرضيتها، وإنما فرضت على النبي وقد سقطت، من بينه وبين ربه، وساطة جبريل.. وأخبرنا عنها النبي فقال: (الصلاة صلة بين العبد وربه).. وصلاة صغرى، وهذه قد جاء جبريل بكيفيتها، وأوقاتها.. وأخبرنا عنها النبي فقال: (الصلاة معراج العبد إلى ربه) ولقد أمر تعالى النبي أن يعرج بصلاة (المعراج) إلى صلاة (الصلة).. قال تعالى في حقه: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك.. عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا !!) فصلى النبي صلاة معراجه يرتقي بها، كل يوم، إلى صلاة الصلة.. وندبنا نحن لنصلي صلاة معراجنا، لنسير بها، كل يوم، إلى صلاة صلتنا.. وصلاة المعراج هي شريعته الخاصة به، كنبي.. وهي شريعته لأمته، كرسول.. يجئ من هذا الوضع أننا نصلي صلاة المعراج، من حيث الهيئة، كما يصليها، غير أنه هو أصيل، ونحن مقلدون.. ولقد جاءت عبارته لنا في التقليد هكذا: (صلوا كما رأيتموني أصلي).. فإذا نحن استعملنا صلاة المعراج في تقليد النبي بإتقان ـ حركة أجسادنا، وحالة قلوبنا ـ فإننا نعرج بها إلى صلاة الصلة.. وبصلاة الصلة تتم العبودية.. وعند العبودية تسقط الواسطة، ويقوم العبد في مواجهة الرب..)
الثمن 30 قرشا