العالمية بدل العنصرية
لقد قيم الجمهوريون دعوة القومية العربية كدعوة عنصرية ، تضلل العرب ، وتصرفهم عن أصالتهم ، وتراثهم ، وتضعهم لقمة سائغة في ساحة الصراع الدولي .. وقدّموا الاسلام ، والاقليمية بديلا عن القومية العربية ، فان الاسلام بفكره الواعي ، يمثل الروح ، والاقليمية ، باطرادها ، تمثل الهيكل لنظام الحكم العالمي المرتقب ، الذي تكون في قاعدته حكومات الاقطار ، والحكومات الاقليمية ، وفي قمته الحكومة العالمية التي تمثل هيئة الأمم المتحدة الحاضرة نواتها .. إن الجمهوريين لم يدعوا للاسلام تعصبا ، وتقليدا ، وانما كانت دعوتهم اليه عن فهم واقتناع بأحقيته ، وجدارته وقدرته على اقناع العقل المعاصر ، وذلك هو ما اصطلح الجمهوريون على تسميته بالمرحلة العلمية من الاسلام ، في حين كانت المرحلة الماضية منه هي مرحلة العقيدة ..
الدراسة والتطبيق
ومن هنا كان اتجاه الجمهوريين لتطبيق الاسلام في أنفسهم ، ودراسته ، وتبيين فضله للناس ، بالكلمة المقروءة ، والكلمة المسموعة ، طيلة ثلاثين عاما حفلت بالحوار العلمي ، والصراع الفكري الموضوعي ، مما يشرّف الفكر الاسلامي خاصة ، والفكر الانساني عامة ..
لقد أخرج الجمهوريون مايربو على الثمانين كتابا ، بينها أمهات كتبهم ، نحو خمسة ، وقد طبعت منها مئات الالآف ، وأخرجوا أيضا عشرات المنشورات ، ومئات المقالات ، في شتى الموضوعات ، والمناسبات ، وألقوا مئات المحاضرات والندوات وهذا هو نهج المذهبية ، ومرتكز العلمية التي تعلّم الناس ، وتأخذهم بعقولهم قبل أن تسوقهم بعواطفهم ولقد أتى هذا النهج أكله وأثمر ثمره الناضج المتمثل في دائرة الجمهوريين المتسعة باستمرار ، ولفت انتباه الشعب الى هذا الطريق المغاير لطريق الطائفية الحزبية التي تسوق الناس بالاشارة ، وتدفعهم بالارهاب لتحقيق مطامعها ومراميها ان الفكر الجمهوري فكر أصيل ذو جذور عميقة في أرض هذا البلد الطيب ، مستشرف هام السماء..