الجلسة الخامسة
الجمعة 6/6/1975 الساعة 10 صباحاً
ممثل الاتهام يناقش الشاكي
المحامي: ماذا تعني دعوى الحسبة لغة واصطلاحاً والحقوق المترتبة عليها؟
الشاكي: الحسبة في اللغة: احتسب "شكر" أما اصطلاحاً فتعني الدعاوى التي تتعلق بحق الله... وعلى ما اعرف أن هناك في مصر تقوم محاكم حسبية وإلى اليوم تنظر في هذه الدعاوى.. هناك حق للعباد وأخرى حق الله، وللعبد، والأخرى التي حق الله محض. مثل دعاوى الحسبة دية... مثل التي نظرت ضد الأستاذ محمود
المحامي: الحسبة إنت عرفتها؟
الشاكي: أيوة حق محض لله من هنا لم تر المحكمة التي شكلت لمحاكمة الأستاذ محمود أنها تعمل خارج إختصاصها.
المحامي: إذا استفسرتك إحدى المواطنات بصفتك قاضي المديرية أن لها ديناً على زوجها وهي تريد أن تقاضي وسألتكم هل محكمتكم مختصة هل هناك ما يطعن في إختصاصها
الشاكي: ليس هناك ما يطعن.
المحامي: إذا فرض أن صدر الحكم ضد الزوج هل يمنعه ذلك من الإستئناف إليكم
الشاكي: لا يمنعه ذلك.
المحامي: إذا أُعلن المدعي عليه ولم يحضر وصدر حكم غيابي ضده فمكن يكون المقصر
الشاكي: هو طبعاً.
أحمد سليمان: هي أسئلة قانونية وممكن المحكمة تفصل فيها من وقائع محكمة الردة.
المحامي: ماذا يمكن أن يفعل ليتدارك الحكم؟
الشاكي: يستأنف الحكم
المحامي: وإذا لم يفعل؟
الشاكي: أيضاً يكون مقصر في حق نفسه.
المحامي: إذا صح ما أثير حول أن رئيس المحكمة صرح باختصاص المحكمة. هل يؤثر ذلك في حياده؟
الشاكي: لا يؤثر أبداً.
اعترض أحمد سليمان – محامي الدفاع عن أثنين من المتهمين – على هذا السؤال بحجة أن هذا رأي.. ويمكن للمحكمة أن ترجع لخبير قانوني.
المحامي: قد ذكرت أنه توجد مهام أخرى للقضاة الشرعيين بالاضافة لعملهم القضائي.
الشاكي: المهام كانت قائمة على إدارة الأوقاف والمساجد والارشاد والمؤسسات الاسلامية والخلاوي.. كانت مهام اضافية.
المحامي: هل لا تزال قائمة
الشاكي: لا.... إنتهت بقيام وزارة الشئون الدينية والاوقاف في هذا العهد.
المحامي: وضح رأيك بالتحديد بأن الشريعةهي الدين وأن الفقه هو قول بالرأي؟
الشاكي: الفقه ليس قولاً في الدين بالرأي فقط وانما هو رأي اجتهاد مستند إلى النصوص يستعمل فيه القياس على ضوء الأحاديث والنصوص. والشريعة هي الدين
المحامي: متى يجوز الاجتهاد؟
الشاكي: يجوز في ما لم يكن فيه نص.. أصحاب الرسول كانوا يقيسون.
المحامي: رأي المفكرين والفقهاء هل يمثل رأي الشريعة؟
الشاكي: أبداً رأي المفكرين والفقهاء لا يمثل رأي الشريعة دائماً
المحامي: هل سب النبي صلى الله عليه وسلم يقع تحت طائلة الحدود أم القصاص أم انه كفر؟
الشاكي: هو لا شك كفر.. لأنه يدخل في دائرة الشرك
المحامي: هل يجيز الشرع للمرء في حالة الاضطرار أن يأتي عملاً مخالفاً للشريعة.
الشاكي: نعم
المحامي: ذكرت أن تحريم الربا أمر متفق عليه هل القروض من البنوك ربا.
الشاكي: بعض المجتهدين لا يجيز معاملات البنوك.
المحامي: الآية الكريمة "قل لا أجد في ما أوحي إلي.." إلخ هل تحدد المحرمات أم تحصر الضرورات
الشاكي: تحدد المحرمات ولا تحصر الضرورات.
المحامي: "إن من جاع ثلاثة أيام يحل له ان ياكل من المحرمات" فهل في الشريعة تحديد لذلك؟
الشاكي: لا أعرف إن كان محدداً.
المحامي: هل بيع السمك في الماء والطير في الهواء يعتبر متاهة؟
الشاكي: لا يعتبر متاهة.. مثل هذا المبحث لا يعتبر متاهة. وأحداث اليوم أثبتت صحة تلك الافتراضات مثل بيع الطيور في غابة.
المحامي: أي ثوب في نظر الشريعة الاسلامية يجب أن تتحلى به أي دعوة أو يتحلى به أي داعية؟
الشاكي: "أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"
المحامي: فصل لنا في الاختلاط في الشريعة؟
الشاكي: الاختلاط الممنوع في الشريعة هو الاحتكاك بين الرجال والنساء بطريقة غير لائقة. كأن يجلسوا مع بعض في مكان بطريقة غير محتشمة. أما مجرد إجتماع الرجال بالنساء في مكان واحد.. في مدرسة.. لتلقي العلم أو مسجد فلا يعتبر محرماً.
المحامي: هل لك أي معرفة بالمتهمين أو بعضهم؟
الشاكي: أنا أعرف من المتهمين بكري وخيري.. بكري عندما كنت في طوكر هو كان طالب بالمدرسة العليا ببورتسودان وكان من بيت فقير جداً.. وأنا كنت بحكم عملي بشرف على المعهد العلمي وكان هو يعمل مدرساً في إجازاته لبعض المواد بسبب ظروفه العائلية وكان يتردد علي كثيراً في المحكمة وفي المنزل وقد شهد زواجي بالمرأة..
"محامي الدفاع يعترض على ذكر الحياة الشخصية للمتهم. والقاضي يسأل ما إذا كان المتهم قد وجه أسئلة شخصية للشاكي. وبالرجوع للمحضر يتضح أن المتهم لم يسأل الشاكي أي أسئلة شخصية. فيقبل القاضي اعتراض محامي الدفاع"
المحامي: هل يوجد رجال دين في الاسلام؟
الشاكي: ابداً.. ليس في الاسلام رجال دين
المحامي: هل بتعرف خيري؟
الشاكي: نعم عندي حساب ببنك الدولة.
المحامي: هل جميع المثقفين الاسلاميين في السودان يرتدون زي القضاة الشرعيين؟
الشاكي: أيوة دي لبسة قومية.
المحامي: هل لبس الجبة والعباءة مقصور فقط على المثقفين الاسلاميين؟
الشاكي: أبداً كل الشعب يرتدي ذلك.
المحامي: هل منشأ الجبة والعباءة عربي أم إسلامي؟
الشاكي: عربي وانما الفرنجة أخذوه من العرب عندما كان العرب في أوروبا.. وأخذت أوروبا العلوم من العرب.. وكان أبو يوسف يرتدي زياً خاصاً
المحامي: هل الشئون الدينية تؤاخذ حسن طنون بما يقول؟
الشاكي: أبداً
المحامي: هل تؤيد الشيخ حسن طنون في ذلك الرأي؟
الشاكي: أبداً
المحامي: إذا تلفظ شخص ما "بقاضي شرعي" فإلى من بتصرف ذهن السامع؟
الشاكي: إلى دوائر أحوال الشخصية.
المحامي: هل الذمة المالية مستقلة لكل من الزوجين؟
الشاكي: نعم مستقلة.. عندنا الميراث.
المحامي: كان حكم الطاعة فيما مضى إجباري أما الآن فأصبح إختياري فماذا يعني هذا؟
الشاكي: يعني تطوير الفقه.
المحامي: موضوع علاج الزوجة ما هي وجهة نظر الشريعة الاسلامية فيه؟
الشاكي: "وعاشروهن بمعروف" "جعل بينكم مودة ورحمة" في الشريعة واجب على الزوج.
المحامي: هل لك علم بقضية كوستي في مسألة العلاج التي ذكرها المتهم؟
الشاكي: لا علم لي
المحامي: هل توجد في الوقت الراهن ضرورات تتطلب الصور الفوتغرافية؟
الشاكي: نعم السفر الجوازات...
المحامي: هل تمكن الاستعمار الانجليزي من تضليل الشعب عن طريق القضاة الشرعيين؟
الشاكي: أبداً
المحامي: إذا فرض أن تمكن المتهم على إضفاء السلطات الجنائية على القضاة الشرعيين فما هو الأثر بدلاً من مهاجمتها.
الشاكي: الهزيمة.. هزيمة الاستعمار.
المحامي: إذا إنتصر النازيون في الحرب العالمية الثانية هل كان في انتصارهم مصلحة للإسلام؟
الشاكي: أبداً ربما كان أسوأ.
المحامي: وضح للمحكمة الموقرة الدوافع التي حدت بالهيئة الشرعية العليا لأن تصدر بيانها في حادث طالب معهد المعلمين.
الشاكي: ثورة الشعب آنذا ك وغيرتهم على الاسلام. سب الطالب.. وواجبهم الاسلامي وهي أرادت أن تهدي الناس فربما تحدث كوارث.
المحامي: ما رأي فضيلتكم في هذا البيان وهل هو صحيح؟
الشاكي: نعم صحيح مائة في المائة.
المحامي: إذا حصل توافق بين رأي الهيئة الشرعية العليا ورأي الأحزاب.. هل هذا يعني وجود تواطؤ؟
الشاكي: لا أبداً.
المحامي: هل حدث أن عدلت الدساتير في السودان أو عدلت وجئ بغيرها؟
الشاكي: الغيت وعدلت أكثر من مرة
المحامي: هل كان الدستور الاسلامي في السودان مطلباً طائفياً أم شعبياً.
الشاكي: مطلب الشعب السوداني نفسو.
المحامي: قد ذكرت فضيلتكم أن الشيخ قاضي الحاج عبد الله قبل ثورة اللواء الأبيض وكذلك الشيخ مدثر البوشي سنة 24 والشيخ محمد الأمين القرشي.. فهل كان للقضاة الشرعيين دور في الحركة الوطنية؟
الشاكي: نعم والدليل على ذلك.. أن ثلاثة منهم شيخ مدثر البوشي وعلي عبد الرحمن كانوا في الحكومة الوطنية.
المحامي: يقول الأستاذ محمود أن الافندية هم الذين حرروا البلاد.. هل كان الامام المهدي زعيماً اسلامياً أم من الأفندية؟
الشاكي: كان زعيماً اسلامياً.. وعثمان دقنة والنجومي والشيخ محمد الخير. كانوا زعماء اسلاميين.
القاضي يستجوب الشاكي
القاضي: الشخص المغلوب على أمرو إذا وُصف بأنو ذليل هل توافق؟
الشاكي: لا أوافق
القاضي: هل كلمة ذليل ضد كلمة عزيز؟
الشاكي: نعم
القاضي: هل تصف المغلوب على أمرو بأنو عزيز؟
الشاكي: قد يكون عزيز
القاضي: العبارة "أما أمركم لي بالتوبة عن جميع أقوالي وأفعالي فأنتم أذل وأخس..." هل الكلام ده موجه للقضاة الشرعيين أم للمحكمة
الشاكي: الحديث كان موجه للقضاة الشرعيين.
القاضي: الحديث كان موجه للمحكمة
الشاكي: هو يقصد القضاة الشرعيين لأنو الضمير بالجمع بقصدهم.
القاضي: من الذي أمر المتهم بالتوبة؟
الشاكي: المحكمة.
القاضي: هل القضاة الشرعيين كلهم أمروه بالتوبة؟
الشاكي: لا
القاضي: إذا كان القذف موجه للمحكمة هل من حقك أنت أن تشتكي؟
الشاكي: نعم.
القاضي: إذا في واحد هاجم المحكمة العليا هل من حقي أنا كقاضي جزئي – مثلاً – أن أشتكي؟
الشاكي: لا
القاضي: هل تعترض على الأسلوب ولا على الكلام؟
الشاكي: على الأسلوب.
القاضي: ألا ترى أنه من حقه أن يعترض؟
الشاكي: نعم من حقه كمواطن أن يعترض.
القاضي: في دائرة الأحوال الشخصية بتحكم بأمور غير الشريعة؟
الشاكي: أبداً
انتهت الجلسة