إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

الكتاب الخامس من سلسلة:
وقائع قضية بورتسودان

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ) صدق الله العظيم



المقدمة


لا يزال الإقبال على كتابنا "سلسلة وقائع قضية بورتسودان" يزداد كل يومٍ جديد، ولقد وردتنا تعليقات من جميع أرجاء البلاد تشيد بهذا العمل الممجد.
ان هذا اللون من القضايا – قضايا الفكر وقضايا الحرية – غريب على شعبنا، وغريب على محاكمنا، ومن ههنا جاء حرصنا على ذيوع أخبار هذه القضية.
إننا إذ نقدم كتابنا الخامس هذا، لا نجد بأساً من تكرار ما أسلفنا إليه الإشارة من قبل من إستهدافنا تعليم شعبنا بوضع القانون أمام ناظريه دائماً مما يفتح الطريق أمامه للسلوك الرصين وللتربية القويمة.
إن بلادنا تعيش اليوم مرحلة دقيقة من مراحل تطورها الفكري وتطورها القانوني مما يستوجب عملاً نشيطاً في التوعية، وفي التنوير، عملاً هو في سباق مع الزمن.
إن تسليح شعبنا بالمعلومات الوافية وبالثقافة الصحيحة، هو الذي يفوت على الدعوة السلفية غرضها المبيت في الإبقاء على شعبنا جاهلاً ومضللاً، ولكن هيهات!! هيهات أن يتم للسلفيين ما يريدون فإن الله لهم بالمرصاد.

بقيت كلمة أخيرة نوجهها للقانونيين في بلادنا:
بالأمس القريب أقام السلفيون محكمة الردة، فكانت عملاً بشعاً فيه إمتُهن القانون، وبه استذل الإنسان، ومع ذلك فإن القانونيين في بلادنا، لم يحركو ساكناً، والآن فإن الفرصة مواتية للتكفير عما سلف، فهل يفعل القانونيون شيئاً فيخرجوا عن هذه الإنصرافية، وينهضوا بواجب المهنة في التوعية، وفي التعليم.. إذن!! فلينظروا أين يضعون أقدامهم؟