الجلسة الأولى
الاثنين 2/6/1975
اسم القاضي: السيد عثمان مكي
اسم الشاكي: ابراهيم جاد الله
((قاضي مديرية البحر الأحمر دائرة الأحوال الشخصية
))
محامي الدفاع: الأستاذ أحمد سليمان دفع السيد
((عن خيري وهلاوي
))
ممثل الاتهام: الاستاذ عثمان أحمد عبد الهادي (المحامي)
المتهمون: (1) بدرالدين يوسف السيمت
(2) بكري الحاج عبد الله
(3) خيري أحمد خيري
(4) عبد الرحيم هلاوي
(5) أحمد مصطفى دالي
(6) الأستاذ محمود محمد طه
بدأت الجلسة في تمام الساعة 11 صباحاً. القاضي يسأل عن مكان السكن والوظيفة والعمل لكل من المتهمين..
خطبة الإتهام الإفتتاحية
ممثل الاتهام: في هذه القضية التي نمثل بها أمام سيادتكم نجد أن القضاء، ممثلاً في أحد شقيه وهو القضاء الشرعي، قد هوجم عدة مرات من المتهمين، ومن الحزب الجمهوري أو دعوته الجديدة، وأكالوا القذف والسباب للقضاة الشرعيين وحطوا من قدرهم على أعين الناس رغم السماحة والصبر الذي تحلينا به، ولما نفذ صبرنا تقدمنا بهذه القضية، ممثلين في الهيئة الشرعية بمدينة بورتسودان، وعلى رأسهم السيد قاضي المديرية. إن الشعب السوداني قد جبل على احترام الحريات، وجبل على احترام القضاة الشرعيين، والآن، وأمام سيادتكم، سيكون الفيصل والخاتمة لنهاية هذا الطعن الذي أدمى القضاء ممثلاً في شقه الشرعي..
شاهد الاتهام الأول: المتحري الضابط أبوعبيدة الخير بادي، بعد أن أدى القسم، يقرأ من يومية التحري: بتاريخ 26/4/74 وصل بلاغ لنقطة بوليس المدينة بناء على عريضة مقدمة من الشاكي إبراهيم أحمد جاد الله، جاء فيها: (إن المتهم بكري الحاج عبد الله وآخرين أقاموا معرض كتاب بنادي الخريجين وأن من بين معلقات المعرض مقالات تتعرض للهيئة القضائية ممثلة في القضاة الشرعيين بالقذف والسباب.. اتخذنا التحري في هذا البلاغ واتضح انه بتاريخ 20/4/74 أقيم معرض بنادي الخريجين في بورتسودان سمي معرض الكتاب الجمهوري عرضت فيه كتب ومؤلفات للمتهم محمود محمد طه كما عرضت بداخل المعرض معلقات ومقتطفات من تلك الكتب من بينها ثلاث مقالات المعروضة أمام المحكمة، كانت تحمل العناوين التالية:-
(1) مهزلة محكمة الردّة (2) مهزلة القضاة الشرعيين (3) محكمة الردّة ما قبلها وما بعدها،
((سلمت صورة المعلقات للقاضي وكذلك المعلقات نفسها
))
القاضي يسأل: من الذي صور هذه المعلقات؟
المتحري: صورناها نحن.. هذه المقالات كانت تحوي قذفاً صريحاً ضد القضاة الشرعيين حسب ما جاء في رواية الشاكي وفي المقالة بعنوان (محكمة الردّة ما قبلها وما بعدها) وردت العبارات التالية:
((نحن نريد أن تمتد يد التغيير الى إزالة القضاة الشرعيين من القضاء وبالرغم من التكوين الجديد للمحاكم وتحويل المحاكم الشرعية إلى دوائر للأحوال الشخصية فنحن نريد أكثر من ذلك، نريد أن تسحب السلطة من القضاة الشرعيين فانهم أذل من أن يؤتمنوا على الأحوال الشخصية، لانها أخص وأدق القوانين لارتباطها بحياة الأزواج والزوجات والاطفال، وفي كلمة واحدة – العِرض
)).. وفي المقالة بعنوان
((مهزلة القضاة الشرعيين
)) وردت العبارات التالية:
((أما امركم لي بالتوبة عن جميع أقوالي، فإنكم أذل، وأخس من أن تطمعوا فيّ. وأما اعلانكم ردتي عن الاسلام فما أعلنتم به غير جهلكم الشنيع بالاسلام، وسيرى الشعب ذلك مفصلاً في حينه.. هل تريدون الحق أيها القضاة الشرعيون؟؟ اذن فاسمعوا!! انكم آخر من يتحدث عن الاسلام، فقد أفنيتم شبابكم بالتمسح بأعتاب السلطة من الحكام الانجليز، والحكام العسكريين، فأريحوا الاسلام، وأريحوا الناس من هذه الغثاثة
)).. كما جاء في تلك المقالة العبارات التالية:
((متى عرف القضاة الشرعيون رجولة الرجال وعزة الأحرار وصمود أصحاب الأفكار؟ ان القضاة الشرعيين لا يعرفون حقيقة أنفسهم، وقد يكون من مصلحتهم ومصلحة هذا البلد الذي نعزه، ومن مصلحة الدعوة التي نفديها أن نتطوع نحن ونوظف أقلامنا ومنبرنا لكشف هذه الحقيقة لشعبنا العزيز
)).. وفي المقالة بعنوان
((مهزلة محكمة الردة
)) وردت العبارات التالية: فهي
((يقصد المحاكم الشرعية
)) في حقيقة أمرها محاكم مِلّية لأصحاب المِلّة المقهورة بالحكم الاستعماري كونت عام 1902 بمنشور من الحاكم العام البريطاني وحددت اختصاصاتها في الأحوال الشخصية من طلاق وزواج ونفقة ويملك الحاكم العام نقض أي حكم من احكامها كما حدث عدة مرات
)).. هذه المقالات الثلاث كانت معلقة في غرفة المعرض. من التحري عرف أن ذلك المعرض أشرف على ادارته المتهم بدر الدين يوسف السيمت، والمتهم بكري الحاج عبد الله، يعاونهما المتهم خيري احمد خيري والمتهم عبد الرحيم زين العابدين هلاوي والمتهم احمد مصطفي دالي. اتضح من التحري أن المعلقات معروضات هذا البلاغ أحضرها كل من المتهمين عبد الرحيم هلاوي، وأحمد مصطفى دالي من الخرطوم واتضح ان هؤلاء المتهمين جميعهم من اتباع جماعة الدعوة الاسلامية الجديدة التي ينادي بها المتهم محمود محمد طه وقد احضرت هذه المقالات وتم إقامة المعرض بتوجيه من المتهم محمود محمد طه وهو المسئول عن تلك المعلقات إذ أنها مقتطفات من مؤلفاته وكتبه، وذلك حسب رواية اولئك المتهمين.. هذا المعرض أقيم بتصديق من السيد المحافظ استمر لمدة سبعة أيام من 20/4/74 حتى 26/4/74.. وقد وافقت لجنة نادي الخريجين ببورتسودان على إقامة المعرض بمباني النادي بناء على طلب قدم من المتهم الأول بدرالدين يوسف السيمت والمتهم الثاني بكري الحاج عبد الله وقد خصصت إحدى غرف النادي لذلك المعرض، كما نظمت دعاية له بمدينة بورتسودان.
المتهمون يقرّون بالتهمة
المتهم الأول: بدرالدين يوسف السيمت أقواله على صفحتي 27 – 28 من يومية التحري (يقرأ أقوال بدرالدين)..
المنهم الثاني: بكري الحاج عبد الله أقواله على صفحتي 2 – 3 من يومية التحري (يقرأ أقوال بكري).
المتهم الثالث: خيري أحمد خيري أقواله على صفحتي 20-21 من يومية التحري (يقرأ أقوال خيري)
المتهم الرابع: عبد الرحيم هلاوي أقواله على صفحتي 4 – 5 من يومية التحري (يقرأ أقوال عبد الرحيم هلاوي)
المتهم الخامس: أحمد مصطفى دالي أقواله على صفحتي 5 – 6 من يومية التحري (يقرأ أقوال أحمد مصطفى دالي)
المتهم السادس: محمود محمد طه أستجوب على صفحة 25 من اليومية (يقرأ أقوال الأستاذ)
((أقّر جميع المتهمين بأقوالهم وهي في إتجاه تحملهم مسئولية كل ما ورد ضد القضاء الشرعي الذي هو رأيهم المبدئي الثابت الذي يتشرّفون بحمله. كما جاء ذلك في أقوال الأستاذ محمود محمد طه
)).. فتح البلاغ تحت المادة 437 عقوبات.
ممثل الاتهام يستجوب المتحري الاستجواب الرئيسي
ممثل الاتهام: هل قمت بتفتيش جنائي؟
المتحري: نعم
ممثل الاتهام: للغرفة ولا لكل النادي؟
المتحري: للغرفة فقط
ممثل الاتهام: بعد المعرض ولا أثناء المعرض؟
المتحري: أثناء المعرض
ممثل الاتهام: هل وجدت كتب؟
المتحري: في كتب
ممثل الاتهام: اخذتوها كمستندات ولا تركتوها؟
المتحري: بارشاد الشاكي اخذنا المعلقات فقط
ممثل الاتهام: من تحرياتك هل ثبت ليك ان المتهمين أو بعض المتهمين تقدموا بطلب للسيد المحافظ قبل الطلب الأخير؟
أحمد سليمان (المحامي) يعترض على السؤال بحجة أنه يشتم منه الإجابة
القاضي يرفض الإعتراض
المتحري: لا أجزم ان كانوا تقدموا بطلب أم لا