المرأة
1- المرأة غير الرجل ولكنه ليس أفضل منها لمجرد كونه رجلا وإنما لكل منهما فضائله وهما فى زحمة الحياة متممان لبعضهما البعض حتى أنه ليصح أن يقال إن الوحدة الاجتماعية ليست الفرد من رجل أو امرأة وإنما هى الزوج من رجل وامرأة وكونهما متممين لبعضهما البعض يجعل التكئة على التفضيل بينهما عبثا سخيفا وإنما العبرة بأن ينمى كل منهما فضائله التى أشرجت فى تكوينه حتى يخدم مجموعته فى ميدانه الذى قد خلق وهو مستعد له استعدادا فطريا وحتى يحقق كل منهما إنسانيته بالصدق مع نفسه لا يتكلف ما ليس من طبعه أصالة.
2- من مخلفات الماضى إذا المجتمع القائم على المنافسة فى منادح الكسب وعلى المناجزة فى مسالك الحياة إن خضعت المرأة للرجل وباعته نفسها بيع السوام مقابل أن يغذوها وأن يحميها ، هذا وضع سيء ينبغى أن يزول بشمول المساواة فى الفرص للرجال والنساء على السواء وحينذاك لا تصبح المزية قوة الساعد وإنما قوة العقل وقوة الخلق.
3- أشرف مهنة فى المجتمع مهنة الأمومة لأنها تصنع الرجال وقد تفردت بها المرأة فينبغى أن تلقى من المجتمع البر والكرامة ليجئ أبناؤها أبرارا كراما.
4 – ليس السفور غاية فى ذاته وإنما الغاية الحرية وهى حق طبيعى مقدس للرجال والنساء على السواء وللحرية ثمن وهو حسن التصرف فيها وتحمل المسئولية عنها ، ولن تشب الإنسانية من الطفولة الحاضرة إلى الرجولة المرتقبة الإ بتحمل تبعات حرية التصرف ، وللمرأة السافرة ، الحسنة التصرف فى الحرية الواسعة التى لديها أفضل وأكمل من المرأة المتحجبة الحسنة التصرف فى الحرية الضيقة التى لديها . فينبغى أن يعين الرجال أزواجا وآباء وإخوانا النساء على اكتساب أكبر قسط ممكن من الحرية على أن يحسنّ التصرف الفردى والجماعى فى تلك الحرية المكتسبة .
5- ولكن أين الغيرة ، وهل يجب أن تزول ؟؟ كلاّ إن الغيرة ما ينبغى أن تزول فإنه ما من أمة نزعت الغيرة من صدور رجالها ، إلا ونزعت الصيانة من حجور نسائها. ولكن يجب أن لا يكون مصدر الغيرة الخوف وسوء الظن ، والحرص على استغلال المرأة باعتبارها ملكا خاصا بالرجل وإنما يكون مصدر الغيرة لدى الرجل حرصة العام على مكارم الاخلاق بالعفة والصون لدى جميع النساء حيث وجدن وهو يجب أن يحمل زوجه على العفة لا بالزجر والسدود والقيود وإنما بأن يعف هو بسيرته وسريرته فان المعصوم يقول: "عفوا تعف نساؤكم" وإن أصدق القائلين يقول: "والطيبات للطيبين" فليكن الرجل طيبا تكن المرأة طيبة ، وهذه هى الغيرة الكريمة.
6- إذا كان للمرأة حقوق فان عليها واجبات ما ينبغى لها أن تتخلف عن الاضطلاع بها ، لأنها ثمن حقوقها . وأول هذه الواجبات أن تعلم أنها ليست رجلا بل ليست مزيتها فى أن تكون رجلا وإنما مزيتها فى أن تكون أنثى كاملة الأنوثة ، كما أن مزية الرجل فى أن يكون رجلا كامل الرجولة ، فإذا استيقنت المرأة من هذا فإنها ستخلق الجو الذى تلتقى فيه وتترعرع فضائل الرجولة الكاملة والأنوثة الكاملة: الحب والجمال والرحمة والتسامح ، والعدل ، والشجاعة والعفة والمروءة.