افريقيا والسودان
"السودان يقع من افريقيا موقع القلب.. وهو بشكله يمثل شكل القلب.. وافريقيا هي القارة التي، كانت ولاتزال، تسمى بالقارة المظلمة.. فهي في مؤخرة القارات، ولكنها أخذت اليوم تتحرك حركة دائبة، نشطة، بها تتحرر شعوبها كل حين.. افريقيا هي الموطن الأول للإنسان، فيها ظهرت حياته، في البدء، وفيها ستحقق حريته، في النهاية.. والسودان من افريقيا بحيث قد ذكرنا.."
" التحديات التي تواجه بها طبيعة البلاد "السودان" سكانها تتمثل في ثلاث توحيدات، بدون تحقيقها لا تقوم تنمية اجتماعية على الإطلاق، هذه الثلاث توحيدات هي :
1- الوحدة الجغرافية: الوحدة الجغرافية لا تعني أننا يمكن أن نتحكم في الطبيعة الاقليمية تحكما تاما، ولكن تعني أننا يمكن أن نروض الطبيعة ترويضا نتجنب به الضرر ونستجلب منه النفع وذلك بفضل الله، ثم بفضل معطيات العلم الحديث"
2- الوحدة السياسية: وهذه يمكن أن تتحقق في مستويات كثيرة، وإنما نقطة البدء فيها إحلال التعايش السلمي بين عنصريات السكان المختلفة، وقبائلهم المتباينة المتعادية".
3- الوحدة القومية: الوحدة القومية تعني أن تنصهر القبليات والقوميات والعنصريات المختلفة العديدة التي يعج بها السودان في داخل حدوده الجغرافية الحاضرة في بوتقة واحدة لتخرج شعبا واحدا متحد المصير متشابه الخصائص متقارب الفهم يفهم أفراده المسائل الهامة والخاصة بنحو قريب من قريب"..
"الوحدة القومية تتطلب كل المجهود العلمي والثقافي، والفكري لتحقيقها بل إنما هي أساسا، لا تتحقق إلا عن طريق كل المناشط كقاعدة، وعن طريق الثورة الثقافية والثورة الفكرية كتتويج لهذه القاعدة، وعندنا أن الثورة الثقافية، والثورة الفكرية لاتنهضان إلا على أساس البعث الديني"
"والذي نراه اليوم أن العهد الحاضر يجاري وضعا دينيا متخلفا يتمثل في "أمانة الشئون الدينية" هذا الوضع هو في حد ذاته عقبة في سبيل البعث الديني، وفي سبيل عودة (لا إله إلا الله) لتكون خلاقة فيي صدور الرجال والنساء والصبيان..
إن الثورة الفكرية متخلفة اليوم تخلفا مزريا وكل هذا التخلف إنما مرده إلى الجهل بالدين الذي تمثله هذه الأمانة التي تصرف الدولة عليها أموالا طائلة، فلكأننا نحن نصرف أموالا لتمكين الجهل من شعبنا، وهذا وضع جد مؤسف، ويجب الاقلاع عنه، والأخذ، وبدون إضاعة وقت "بالثورة الثقافية" و "الثورة الفكرية" التي تقدمها الدعوة الاسلامية الجديدة"..