بسم الله الرحمن الرحيم
((ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون))
صدق الله العظيم
مقدمة
نعيد في هذا الكتيب شذرات من حديث الأستاذ محمود محمد طه عن ثورة اكتوبر 64، والذي نشرناه في كتاب (لا إله إلا الله) الصادر في 25 مايو 69، وهو تقويم علمي لتلك الثورة الفريدة. أذاع الأستاذ محمود محتواه في الكتابات والمحاضرات منذ قيام تلك الثورة.. وهو إنما يصلح تماما ليكون تقويما لثورة مارس أبريل 85 فإن الثورة الأخيرة امتداد للأولى، والعبرة ليس بتكرار التجربة الثورية، وإنما بتصعيدها إلى تجربة ثورية ذات بعد ثقافي واجتماعي أشمل وأعمق.. ولقد وظف الجمهوريون دعوتهم لإحداث هذه الثورة الثقافية، والتي هي التقاء الفكر الثائر بالواقع ليغيره.. ووقفة الأستاذ محمود يوم 18 يناير 85 إنما هي وقفة الفكر الثائر في مقاومة الواقع المتخلف بجسارة وصلابة حركتا الطاقة الثورية الكامنة في صدر هذا الشعب، وأحاطتا نظام الإمامة الزائف بالهزيمة الداخلية، وبسوء السمعة، ثم لفتتا اعجاب العالم بهذه الأمة التي تنجب النموذج من قوة الفكر، وقوة الإرادة، وهي لا تفتأ تسفر عن الثورة تلو الثورة على أنظمة الظلم والقهر..
كما ننشر مقتطفات مما قاله الأستاذ محمود عن الوحدة القومية في كتابه (الدين والتنمية الاجتماعية) فهي قضية الساعة الحارة الملحة، التي تتطلب المعالجة الموضوعية العميقة..