إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

الفكرة الجمهورية هي الإسلام

خاتمة


من كل ما تقدم أردنا أن نجدد الدعوة لطريق محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كانت حياته، صلى الله عليه وسلّم، جلوة مع الخلق بالنهار، في إبغائهم الخير، وفي خدمتهم، وخلوة مع الله، في الثلث الأخير من الليل، ومناجاة له على تقلّب وسجود.. هذا هو النهج في بساطة شديدة، هذا هو نهج المعرفة التي تتنامى وتطّرد، بلا توقف.. والسالك في هذا النهج لا ينكر بلا علم معرفة العارفين لأنه صاحب ذوق، وصاحب تجربة..
ان الجدل الثائر اليوم حول الفكرة الجمهورية، في قولها بالرسالتين، وفي دعوتها لتطوير التشريع، وفيما جآءت به من غرائب في الفهم، قد ظنها البعض زعزعة للعقيدة، كقولنا عن (الإنسان الكامل)، وكتفريقنا بين (الله) الذات و(الله) الإسم، وسائر الأمور التي تشغل أركان نقاشنا اليوم، انّما هو جدل اضطررنا اليه اضطررا، وهو انما يدل عندنا على نقص التزام المسلمين بالطريق النبوي، وعلى قلّة ذوقهم فيه.
انّ الفكرة الجمهورية ليست فكرة يمكن أن يؤخذ ويرد فيها.. ذلك أنها الدين لكونها دعوة لطريق محمد، كما هو مراد من الله ومرضي، ونحن لا نجادل الناس الاّ احتراما لعقولهم ريثما يعرفوها على حقيقتها، فيتركوا الجدل، ويسلموا لها، فهي، هي أمر الله، وليست بنحت فكر، ولا بتوليد معاني، فهي ليست بفكرة شخص يناقشه فيها الناس، وانّما هي دين الله، كما هو عنده، ولذلك فنحن نحيل الناس على الطريق النبوي ليروا بأنفسهم صحة ما ندعو له، فهل ظلمناهم بدعوتهم لطريقة الطرق؟!
أيها الناس، قلدوا النبي الكريم، تحفظوا دينكم من الإنكار بغير علم، ومن الجهر بالجهل في معارف العارفين، وتجدوا وتتذّوقوا حلاوة الصلة بالله، وتدركوا دقائق حقائق الدين..
كل هذا الحديث انما كان في احياء الذكرى الرابعة عشر لمهزلة محكمة الردة التي قام بها نفر، ممّن يسمون علماء المسلمين، وهي انما كانت مناسبة للحديث عن الانكار الذي استشرى في وقتنا الراهن بوصفها صورة غليظة وبشعة من الإنكار قادت اصحابها للقول بكفر دعاة الحق والصدق على الرغم ممّا جآءت به الأحاديث النبوية الشريفة من شديد التحذير من أن يكفّر مسلم مسلما.. فيا أيها الناس صدّقوا وكونوا من الصديقين، ولا تبادروا الى الإنكار، فليس الإنكار بغير علم من الدين في شيء..
حفظنا الله تعالى من الإنكار جميعا، وأنار عقولنا، وأدّبها بأدب شريعته، وبأدب حقيقته، وجعلنا من العارفين لقدر أنفسهم، ومن الصادقين، والمصدقين، انّه سميع مجيب..



في هذا الكتاب



• أحكام الردة والإنكار على العارفين
• الدين منهاج دائم لتحصيل المعرفة
• المرء عدو ما يجهل!!
• لا تنكروا ما لا تعلمون!!
• هذه ليست الفكرة الجمهورية!!
• ما هي الفكرة الجمهورية؟








الثمن 50 قرشا