بسم الله الرحمن الرحيم
(أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيّدة)
صدق الله العظيم..
المقدمــة
يقدم هذا الكتاب شرحًا تفصيليًا لتجهيز الموتى، وهو بسبيل من تعليم الناس – كل الناس – أمرًا يكاد أن يكون من أهم أمور دينهم.. ولقد سبق لنا أن أخرجنا كتابا بعنوان (تعلموا كيف تجهزون موتاكم) بمناسبة الشائعات حول تشييع فقيدنا العزيز بمدني.. ودحض تلك الشائعات قد صرفنا عن التوسع في الحديث عن تعلموا كيف تجهزون موتاكم، ولكنا اليوم نخرج هذا الكتاب وافيا مغطيا لكل الجوانب..
إننا نعلم أن الناس اليوم أبعد ما يكونون عن معرفة هذا الأمر – أمر تجهيز الجنازة، ولذلك فقد رأينا أن نخرج هذا الكتاب شاملا لكل الجوانب، من لحظة الاحتضار وحتى نهاية أيام المأتم.. نحن نعلم أن الممارسات التي تتم اليوم في المآتم بعيدة كل البعد عن الدين الذي يفترض فيه أن يعتنق حياة الناس في كل صغيرة وكبيرة..
إن عدم المعرفة بتجهيز الميت – وهي عند الكثيرين، وحتى، من الشيوخ – أمر عادي.. ولكننا نحن نرى أن الإلمام بها من أوجب واجبات كل مسلم، إذ أن كلا منا مواجه بأن يمارس هذا العمل في أهل بيته، ومواجه من ثمّ بمسئولية اجتماعية ودينية يجب أن يرقى لمستواها.. نحن نجد أن الكثيرين ممن يفترض فيهم الإلمام بتجهيز الجنازة يجهلون هذا الأمر.. أكثر من ذلك أنهم لا يستشعرون خجلا لعدم معرفتهم هذه.. إنهم يستعينون بآخرين لتجهيز فقيدهم وهم أولى الناس بتجهيزه.. فأين هؤلاء من العلم بالدين، بل بأبسط صور الممارسات الدينية في حدود الشريعة ألا وهي تجهيز الميت؟؟
إن الجمهوريين في عملهم الدائب لبعث سنة النبي صلى الله عليه وسلم بعد اندثارها، ليعتنق الدين حياة الناس، يرون أن من تمام الدين وتمام التعليم أن يتعلم الناس – كل الناس – كيف يجهزون موتاهم.. فإلى متن الكتاب حيث تجدون ما يتعلق بتجهيز الميت، وما يتفرع عن الوفاة خاصة فيما يخص المرأة المتوفى عنها زوجها، ونرجو من الله أن يكون هذا الكتاب عونا للجميع..