اتفاقية السلام ليست بدعة في تاريخ العرب
ان كل التاريخ الذي سجل مراحل القضية الفلسطينية ليؤكد، ويوضح، ان (اتفاقية السلام) ليست الاّ تعبيرا متطورا، وشجاعا، لاعتراف الغرب، واعتراف الشيوعية الدولية نفسها، بدولة اسرائيل.. فما الذي جدّ حتى يعتبر السادات خائنا بتوقيعه هذه الاتفاقية، وحتى تمتد لعنة الخيانة فتلحق السلطة في السودان، مما أطمع الشيوعيين والطائفيين ليحاولوا الانقضاض على الحكم في بلادنا غير مقدرين لخطورة عملهم، وغير متصورين فداحة الخسارة التي ستصيب هذا الشعب لو وثب الى السلطة قادة الطائفية، أو الشيوعيون؟؟
ان (اتفاقية السلام)، كما قلنا، ليست الاّ اعلانا، وتقنينا للاعتراف الواضح بوجود اسرائيل.. فلقد قبل العرب الهدنة مع اسرائيل عام 1948، ووقعوا اتفاقيتها في (رودس) عام 1949 – وقعتها كل من مصر، وسوريا، والأردن، ولبنان.. وهذا اعتراف منهم بدولة اسرائيل.. ولقد قبل العرب أيضا جميعهم عام 1967 قرار مجلس الأمن رقم 242 الذي شارك في صنعه الاتحاد السوفيتي.. ذلك القرار الذي ينص على الحل السلمي للمشكلة، ويقرر حق اسرائيل في البقاء، والعيش في سلام مع جيرانها العرب.. أو ليس اذن قبول العرب، وصنع السوفيت، لقرار مجلس الأمن ذاك يتوافق مع قبول السادات توقيع (اتفاقية السلام)، مهما اختلفت الآراء حول – بعض السلبيات التي صاحبت مبادرة السادات، وهي سلبيات لا تقوض جوهر القضية الا وهو مبدأ الحل السلمي والاعتراف باسرائيل الذي سلمت به الدول العربية من قبل، والذي جاء على أساسه مشروع (روجرز) للسلام الذي قبله جمال عبد الناصر نفسه، وبدأت بشأنه جولات ومحادثات وزير الخارجية الأمريكي الأسبق الذي كان يتردد، من أجل ذلك، بين القاهرة وتل أبيب؟!