الطفل والسنّة النبوية

خاتمة

إننا في متن هذا الكتيب، قد أوردنا طائفة مناسبة من الأحاديث النبوية، التي توجهنا، وترشدنا، لإستقبال المولود، استقبال – إنسان – وتعدّنا للنهوض بمسئوليتنا نحوه، ونحو حسن تربيته، التي هي أدق عملية، يكلف بها فرد.. وهي مسئولية عن إنسان ولد على الفطرة، ولكن مستقبله من سلامة الفطرة، أو إنحرافها، ومسخها، يتوّقف على حكمة ومسئولية ابويه!! ولن ينجح الأبوان في النهوض بأعباء هذه المسئولية الباهظة، الاّ إذا كانت لهما حصيلة من القيم الإنسانية، القيم الدينية.. بها يحققان مستوى من النضج، ومن الصحة النفسية، يؤهلهما للحد الأدنى من التصّدي لمسئولية التربية، ولذلك ركّزنا على ضرورة ضرب المثل الأعلى، العملي، والحي، في التربية.. وتربية الطفل خاصة.. وإلاّ فإن فاقد الشيء لا يعطيه.. والسبيل لكل ذلك هو إتقان المنهج النبوي، في العبادة، والمعاملة، لأن ذلك يحقق للسالك سلامة القلب، وصفاء العقل.. وقد أكتفينا في هذا الكتيب بايراد نماذج عملية، مبّسطة، ليلتزمها المسلمون عامة، والآباء، والأمهات، خاصة، في علاقتهم بالطفل.. من ميلاده، بل من قبل ميلاده، وفي كل أطواره وذلك لأن ديننا دين عمل، وليس دين وعظ، وتنظير.. فهذا الكتيب هو نموذج ميّسر للتطبيق، والممارسة، بدل تحكم العادات والعفوية السائدة الآن، فلتكن هذه بداية إدخال الدين في حياتنا، وفي توجيه علاقتنا – أخصّ علاقتنا العلاقة بين الطفل ووالده "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرّة أعين وأجعلنا للمتقين إماما". صدق الله العظيم..

الأخوان الجمهوريون
أم درمان ص ب 1151
تلفون 233312
ابريل 1979