إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..
قصائد كتبها بعض الشعراء لتمجيد مواقف الأستاذ محمود محمد طه
سكر تحت أقدام
د. محمد عبد العزيز
مستشفى الشعب – الخرطوم
جراحة المخ والأعصاب
أكلما فينا ظهر
مجدد قالوا كفر
يا شيخ ..
حدثنا يا شيخ
نجرى خلفك يا شيخ
لماذا قتلوك؟!
لماذا صلبوك؟!
لماذا طعنوك؟!
لماذا صكوا القيد على قدميك؟!
يا شيخ تعال
حدثنا يا شيخ حديث الروح
تعرف أنَّا كنا عندك نغدو ونروح
نجتاح سماءك كى نُروي بشروح
عن زمن الغربة
زمن الجلسة بين الركعات
عن معنى للصلوات يكاد يموت
وتكلمت كثيرا عن أحوال السنة والشرع
وتكلمت كثيرا عن أحوال فتاة
تذوي بين الحجرات
وعن الانسان يكد ويرقى فوق الدرجات
حتى يلقى الله الانسان
شعراً يا شيخي كنت تبوح
لكنهمو ما فهموا
بل ودوا لو تطفأ فينا نار المصباح
يا شيخي الانسان..
كيف تسنى لك أن تحدث فتحاً في الدين
كان الأخذ الهاجس للشعراء
وللحكماء الموهوبين
في هذا الزمن النابض
منذ سنين وسنين
ولقد وفقك الله
وفهمنا من شفتيك الظامئتين
كيف يكون الله شهيد
كى ندلج هيابين الى دوح التأويل
نتجاذب أطراف المجد
بدرب وعر وطويل
من أجل نهار عيال الرب
لكنى يا شيخي كنت أود
لو طال بك العمر سنينا وشهدت
ما وصل اليه الحال
بالسكة في أجواء الغرب
شيخي لا تغضب
علَّمنا حرفك أن نسعى أحرارا
لنضيء شغاف القلب
اني أصدقك القول
علمنا حرفك ان نسعى أحراراً
لتضيء شغاف القلب
وعلَّمنا كسر النفس ...
واليوم نمد البصر إلى ماء
فينا كي نشرب ..
فلا يأتينا غير سراب
لا يشفينا بأمور تدمينا حتى الظُفر
شيخي نسأل
ونمد حبال الأمل المورق لسماء
لا تبخل
هل عاد الكفر كما كان قديماً
بالوجه المسود الكالح؟
هل عاد الكفر كما كان قديماً
زاوية تكسر فيها نار الفكر؟
هل نرضى أن نرسف في الأغلال الى
أبد الدهر؟
ونعض القلب لقنبلة الزمن المالح
كي تحرق فينا آيات للفتح
شيخي معذرة إن كنت تطاولت
مثلك لا أحتمل الصمت
على كتف الصمت ...
مريد لا يبغى أن يعلو في الأرض
عبد سكران تغلبه نار الوجد
شيخي .. يا شيخي
الزبد جفاء يوما ما يذهب
أما ما ينفع ...
فيهيج فروعا وثمارا وزهر
كادوا...
بثوا أعضاءك ..للطير وللبحر وللوحش ..
بصحراء الزمن القاسي والوقت
وكاد الله
كانت خاتمة ما أجملها من وهَّاب الموت
أن يعرف فكرك لكن لا يعرف قبرك
كي نلج بذاتك للوضاح
ثم إلى الذات الكبرى
زاد الأرواح ...