إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search
المجتمع السليم
مدينة الجيلي

٣ اكتوبر ١٩٦٨

الجزء الثاني

والاشتراكية انت لوجيت ليها في حقيقة دِيننا موجودة.. في الحقيقة في دِيْننا نحن الأصل المبني عليه العمل الانساني والتعاطف الانساني كله.. وحياة نبينا كانت في قمة من العدالة في التوزيع.. يعني نبينا كان، ودا من الدين ومن التوحيد، ما بياخد من الدنيا الا حاجته الحاضرة.. ومن الدين ومن التوحيد لأنه أصله توحيدك هو ان تكون ثقتك في الله موش في ثقتك في مخزونك.. وفي الحقيقة لو إنت عاينت من وجهة نظر التوحيد، المخزون - حرصنا نحن على ما نخزن - دا عجزنا عن ان يكون ثقتنا بي الله كاملة بالصورة المطلوبة.. بمعني آخر، سوء ظن بالله.. نسمِح ليهو نحن في الحد دا لأننا ما وصلنا أن نُحال على الله.. لكن النبي أُحِيل على الله، وكان ما بدّخر رزق اليوم لبكرة.. وأنا ما بفتكر انه في - حتى اوسع الناس خيال من الشيوعيين - يصَلوا المستوى دا.. كان رزق اليوم ما يدخره لبكرة.. إذا كان في رغيفين يتعشي بي واحد، الثاني ما بقول لبكرة افطُر بيهو دا ينقص توحيدو طوالي.. لأنه إذا كان هو عايش لبكرة رزق بكرة في.. دا أصْل التوحيد.. في ناس كثيرين من المسلمين يقولوا دا نحن ما مكلفين بيهو.. نعم نحن ما مكلفين بيهو عندما نكون ضعاف، لكن مطلوبين أن نسير في السبيل دا لنصلو (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).
(...) بالتراكتر بياخد ألف فدان وطلع منها ثلاثة أو أربعة، سبعة آلاف أردب أحيانا في الزراعة المطرية.. فهنا الواحد بالآلة أنتج كثير جداً بالصورة اللي ِتخلي مجهودنا في الإشتراكية عندو قيمة.. أنا وإنت لمن ننتج كثير بنستطيع أن نعول الناس الما بيستطيعوا أن ينتجوا، بفضل الله ثم بفضل الآلة.. لكن قبيلك لمن كان انتاجي قدري الإشتراكية ما ممكن تجي.. دا من الأسباب الِلي خَلت في تشريعنا الإسلامي مافي إشتراكية- في التشريع مافي إشتراكية - لأنه وقتها ما كان ناضج في وقت تشريعنا.. فالشاهد في أنه سلامة المجتمع من الفقر، دا ما يمكن لإنسان مثقف بيفهم الموضوع دا يقول بجي بغير طريق الإشتراكية.. بس كل ما هناك أنه يجب أن نكون واعين أنه الإشتراكية موش معناها الماركسية.. الماركسيين إشتراكيين أو مدرسة من الإشتراكية ليها عيوب كثيرة.. ولا يمكن للإشتراكية أن تتحقق عندهم أو عند أي جهة اذا كان التفكير الماركسي هو التفكير السائد.. يجب أن يتصحح التفكير الماركسي.. أو بمعني آخر ينهزم التفكير الماركسي.. فالإشتراكية حق، والإنسانية دي كلها ضحت في سبيل الإشتراكية، موش زول واحد.. من بداية المجتمع البدائي الناس ينازعوا في بعض.. الفقير ينازع في الغني، ليكون ليهو حق زي ما للغني حق.. وما يمكن أن يكون في سلام في الأرض ولا سلام بين الجيران حتى، إذا كان واحد متعشي وواحد جائع.. ما تقول لي أنه الإسلام قال للناس ما تتعشوا وتخلوا جاركم جائع.. دا طبعاً قاله الإسلام.. لكن ما بِكْفي.. حتى لو إنت بتديني فعلاً.. مادام بتديني صدقة وإنت صاحب حق أنا موش مساوي ليك.. وأنا عندي ضغينة ضدك.. لكن إذا أنا وإنت أصحاب حق عندنا كرامة وطنية في المواطنية بالصورة دي، دِيننا ماشي وخوتنا ماشة وإنسانيتنا ماشة ومحبتنا بتتم.. بِتْبَني على مسألة الاشتراكية ومحاربة الفقر محاربة الجهل ومحاربة الخوف إلي مدى كبير.. أكثر ما نخافو نحن- أنا وإنت - بنخاف بكرة رزقنا جايي من وين.. لمن نحن نكون حريصين وبندّخر وبنبخل بالمال، السبب فيه أنه أنا ما مطمئن بكرة آكل من وين.. إنت ما مطمئن.. إذا كان في رزق بكرة بطريقة سريعة كأن يكون عندك إنت مُرتب وعندي أنا مُرتب ونحن مطمئنين للمرتب دا، برضوا إنت راح تشوف أنه الواحد لمن يمرض يحصل شنو.. يجوز يرفدوه.. يجوز يكون عنده مرض مزمن.. عايز تدّخِر.. لو فُرض إنه عندك ما تدّخره برضو لشيخوختك برضو تفكر في أطفالك تعمل كيف.. ديل ما بنيت ليهم بيت وما عملت ليهم حاجة يعيشوا بيها، ما علّمتهم.. المسائل دي كلها ليها أثر كبير جداً في الخوف.. إذا إنت عايز تسّلِم المجتمع من الخوف، محاربة الفقر ضرورية خالص.. والتعليم بطبيعة الحال بمشي في الرِكاب دا.. المرض برضو لأنه الطب الوقائي والطب العلاجي بقوموا على أساس زي دا.. إذا إنت عايز مثلا.. ا.. مكافحة الناموس مثلا، دي من ناحية الطب الوقائي لابد من عمل برتكز على كثير من الخبرة وكثير من الإنفاق وكثير من المال.. الصحة ما أخَذت فرصة في المجتمعات الماضية كلها زي ما أخَذت في الوقت الحاضر.. فلذلك الناس بيعتقدوا أنه عدد الناس ماشي في زيادة مذهلة، لأنه أصبح في طب وقائي وفي طب علاجي.. الأقطار المتخلفة ما عندها.. نحن هسع عندنا المشكلة القريبة المات فيها طالب الطب بالصورة الانتو شفتوها لتقصيرات اتكلموا عنها الدكاترة افتكر اتكلم عنها دكتور بخاري النهار دا بصورة جميلة جداً وصفها كلها ليوري أنه العجز عن الاعداد المالي هو السبب في مسائل كثيرة من النوع دا.. فهنا المجتمع السليم اذن هو المجتمع المُحارَب فيه الفقُر، المجتمع المحارب فيه الجهَل.. لتحارب الخوف بعدما تحاربه إنت في مستوى الرزق بجي من وين بالاشتراكية، برضو الانسان بكون خايف من مسائل تانية.. مثلاً الظلم.. الظلم قُول من الحكومة نفسها.. يعني إنت.. واحد عايش تحت حكم عسكري مايعرف اذا كان نسَبوا ليهو أي كلمة قالها، قبال ما يحققوا معاه قد يختفي ما حد يعرف مصيره وين.. نحن لحُسن الحظ ما عشنا تحت نظام زي دا - نحن عشنا تحت حكم عسكري لكن ما بلغ الحد دا من السوء - لكن في أقطار في الوقت الحاضر عايشة تحت حكم عسكري، مجرد توجيه التهمة للمواطن في نُص الليل ينقروا عليه بيته وياخدوه ما حد يعرف هو وين وإذا كان سأل منه يلقى مصير يشبه مصيره.. فإذن بعد ما يكون في محاولة لتطمين الناس برضو من مسألة الفقر ومن مسألة الجهل بتكون في محاولة لان يكونوا الناس أحرار.. أنه الناس يكونوا ديمقراطيين.. في ناس كثيرين لسوء الحظ من المفكرين السياسيين السودانيين من دعاة الإسلام بصورة خاصة برضو ما عندهم اعتبار كبير للديمقراطية زي ما ما عندهم اعتبار للإشتراكية.. الديمقراطية برضها ما بتاعة الغرب.. في مساهمة كبيرة جداً من ناحية الغرب لكن الروح إسلامية وحقيقية في الإسلام.. اللهي كرامة الإنسان.. نحن بناخد الديمقراطية.. هسع الناس البيعادوها يقولوا ليك الديمقراطية دي ذاتا ما كلمة عربية.. لكن الديمقراطية هي الكرامة للإنسان ودا أصل الروح الديني.. أصل الدين جاء عشان يكّرم الإنسان.. الإنسان البعيش في حرية، الإنسان الآمن على نفسه ما يحاكم الا بجريرة ارتكبها، وبِتَحرّي وقضاء وبقانون سليم، دا الإنسان الكريم.. الإنسان العندو فرصة ليتكلم، لينتقد الاوضاع، ليكتب، دا إنسان كريم.. عندو حرية.. دي هي روح الديمقراطية.. في مسائل كثيره لتحقيقها.. مثلا الإنتخابات نحن ما كنا بنعرفها في الإسلام بنعرف الشورى.. الشورى ماها في مستوى الإنتخابات.. الشورى بتعني أنه ولي الامر يشاور أهل الحَل والعقد - يعني الناس الواعين - هو في الجيلي هنا يرسل لفلان وفلان وفلان يستشيرهم في أمر.. هسع بالتطور الطويل النحن مشينا فيه في المجتمع البشري جينا لمستوى هو مستوى الإنتخابات اللي هو في معناه أنه كل مواطن بلغ - هسع عندنا نحن.. كل مواطن أو مواطنة بلغ التمنتاشر سنه - ليهم حق المشاركه في إنتخاب من يحكمهم.. يرّسِلوا نوابهم ليرفعوا صوتهم هناك ليحاسبوا الحكومة ليختاروا الحكومة من حزب الأغلبية.. دي صورة فيها توسيع لمسألة الشورى بشكل جاء بيهو التطور الإجتماعي والتطور السياسي في المدى دا.. فهنا اذا كان إنت عايز المجتمع السليم لابد أن تكون عندك عناية بالناحية الديمقراطية.. الناحية الديمقراطية إنتو بتعرفوا كيف نحن بنسيء استعمالها.. مثلا نحن كان عندنا النواب البتحولوا من جهة لجهة بدون اي موجب، بدون أي سبب، الا أنه باع نفسه للجهة المشى ليها جديد بدون ما يعرف عننا نحن حاجة.. كثير من الاخطاء الإنتو شايفنها لغاية الآن بترتكب.. السبب فيهو أنه الديمقراطية ما بتتحقق إلا بالمعرفة.. الجهل ما بجيب الديمقراطية.. الشعوب الواعية هي الشعوب البتستحق الديمقراطية.. والديمقراطية حقها باستمرار تكون بتستفيد من التعليم وبتعّلِم.. الجهاز الديمقراطي ذاتو تعليم.. إذا كان جينا نحن هنا للتعليم أنا افتكر نجي لمزية كبيرة جدا في دينا.. التعليم اذا ما انتشر في طبقات الشعب بصورة واسعة ما بكون في الوعي الكافي للإنسان ليقّدر، لأنه معني الانتخاب أنك إنت بتختار بين شيئين.. نحن مرشحين اثنين جينا للجيلي هنا، انت عندك الورقة لتنتخب زيد أو عَمْر، إلي حد كبير انت بتعتمد، اذا كنت ديمقراطي واعي، بتعتمد على وزنك للإنسان الانت بتديه صوتك.. ودا بيقتضي أنك تفهم.. تفهم هو بيعرف شنو؟ اخلاقو شنو؟ قيمتو شنو؟ الحاجة الانت عايزها منه شنو؟ الي حد كبير قيمة صوتك دا ذاته أن تقّدِره وتفهمو.. ا.. هنا المسأله دي ما بتعّلَموها في المدارس.. حتى لو فرض أننا بنستطيع أن ننشر التعليم بمدارس كل طفل وطفلة في سن التعليم يجدوا فرصة لأن يتعلموا، ولو فُرض اننا بنستطيع أن نسيرهم لقِمّة في التعليم الاوسط مثلا او التعليم المِهْني، دا كلو ما بدي فرصة التعليم الحقيقي.. لأنه في العالم التعليم في مستويات كثيرة موجود لكنه ما أدّى القيمة منو.. لأنه في انفصام، في صلة مقطوعة بين التعليم وبين الاخلاق.. فيمكنك دي ان تعتبرها شكوي عالمية - دي أزمة عالمية.. أنا واياك بنتعلم لتكون انت طبيب ماهر، اكون أنا مهندس ماهر، لكن اخلاقي واخلاقك دي مسألة تانية.. انت طبيب كويس خالص خالص، انا مهندس كويس خالص خالص، لكن من المؤكد أننا آلات للإنتاج والكسب.. وكَسْبي لي، وكسبك ليك، زي ما انت شايف في معترك الطب ومعترك الهندسة ومعترك الفنيين العالين، قد يكون الي الحدود اليضحي فيها بمصلحة الآخرين.. آ دي مسألة التعليم الغربي كلو بالصورة دي.. بتفاوتوا فيه الناس.. في ناس عندهم ضمائر حية.. في ناس عندهم تربية وطنية أوعي من ناس لكن الاقطار المتخلفة على إطلاقها كل واحد بشعر بأنو، زي الكلو شاة معلقة من عصبتها.. ما بشعر بارتباط للمجتمع.. نحن السودانيين هسع، فساد الخدمة المدنية الي حد كبير يُعزي الي الشعور دا.. أنا وانت بنشكو من الخدمة المدنية.. أنا واياك بنمشي اذا كان دخلنا المجلس البلدي أو دخلنا في اي محل من المحلات بتاعة المكاتب بندخل ونحن خايفين.. وبندخل ونحن بنعتقد أنه ما بنحصل على نتيجة الا اذا كان قدمنا رشوة.. الحكاية دي موش وهم مننا، الحكاية دي قايمة، لأنك إنت بتلقي الموظف البتّقِل ورقك قدامه بقول ليك تعال بكرة.. تجي بكرة بقول ليك تعال بعد بكرة.. إنت بتشعر إذن أنك إنت لو قعدت في اللكونده وإنت جايي مثلاً من الحصاحيصا، قعدت في اللكوندة راح تصرف مثلا ثلاثة اربعة جنيه ويجوز بعد بكرة اللي قالها ليك ديك ماتنجزك.. أحسن تديهو الأربعة خمسة جنيه وتمشي.. الصورة دي عندنا نحن بصورة كبيرة خالص.. موش لأننا ما متعلمين بالمعني البيه التعليم الغربي موجود.. عندنا قمم من التعليم بالصورة دي لكن إنعدام الأخلاق.. إنعدام الأخلاق دا عالمي.. بس تتفاوت فيه تفاوت مقدار لكنه موجود.. ا.. إذا كان إنت عايز التعليم الديمقراطي لابد ليك من أن يكون تعليمك متجه في نفس الوقت البتُكسب المتعلم مهارة.. لأنه موش كفاية أني أنا اكون أخلاقي حسنة لأكون مهندس كويس.. لابد ان اكون مهندس كويس فنياً ثم أخلاقي أخلاق إنسان عنده ضمير وعنده يقظة وعنده محاسبة.. آ.. هنا أنا بفتكر أنه بترّشَح الدين الإسلامي بصورة ما بيسابَق عليها.. واحد: لأنه تعليمه ما بقتضي الحيطان بتاعة الفصل - أربعة حيطان - نعّلِم فيها الأطفال.. الناس بتعلموا في الصحاري وفي البراري وفي الغابات.. صاحب المتجر في متجره وصاحب المصنع في مصنعه بتعلّموا.. اليقظة الاسلامية إذا جات وهي لمن جات قبيلك ربّت ناس كانوا رُعاة إبل وشاة.. وما كان عندهم حاجة مسّبَقة، ما كان عندهم إستعداد كبير عشان ما يفهموا.. إذا كان إنت عايز تعمل مهندس أو عايز تعمل دكتور أو عايز تعمل ماركسي أو عايز تعمل إشتراكي.. لابد أنه الناس يكون عندهم استعداد مسّبَق ليتلّقوا الكلام الإنت بتقولوا ليهم.. لكن الدعوة الإسلامية في بساطة وسذاجة شديدة جداً يسير بيها الإنسان يعرف ما لا يصح العمل إلا بيهو، ثم تلقاه بالعمل في الدين إستنار واستيقظ وعقلو كِبِر وأخلاقه وإلتزامه، محاسبته لنفسه بالصور النحنا عارفنها في عهدنا الأول.. لذلك إذا كان جات الفكرة الدينية عن وعي وعن صِحّة، إذا عادت لا إله إلا الله جديدة مرة تانية، ما من شك أنه الشعب دا بيولد من جديد وبتغّير من جديد.. ا.. هنا المجتمع السليم بيقتضي إذن المقدمات دي كلها النحن قلناها، لكن لا يمكن أن نصل ليهو إلا عن طريق ثورة بإنعاش "لا إله إلا الله محمد رسول الله" من جديد زي الصورة اللي جات بيها في القرن السابع.. كل ما هناك أنه الناس في الوقت الحاضر يمكن أن يكونوا أوعى مما كانوا زمان.. دنيوياً نحن بطبيعة الحال أوعي مما كانوا آباءنا على جاهلية قبل أن يجيهم البعث الأولاني.. دنيويا نحن اوعى.. لكن نحن متخلفين دينياً، دا المعنى اللي قلت ليكم الأخلاق فيه متخلفة.. فإذا نحن رجعنا تاني مرة لنور لا إله إلا الله مع وعينا الديني بنعمل حاجة كبيرة جداً.. وأنا أؤكد لكم أنه دا ما محتاجاه البشرية كلها.. نحن المسلمين، في المصحف نحن ورثة للدعوة دي، لكننا ما واعين بالقدر الكافي.. نحن هسع اتقّسمتنا العداوات إتقّسمتنا الاحزاب اتقّسمتنا الدول.. مشينا في طرق مضلَلَة كلها.. بل الحقيقة أنه الناس المسؤولين عن مصيرنا تركوا الدين جانب.. ما يهمكم الكلام البيُقال عن الدستور الإسلامي.. المسائل الِبتُقال عن الدعوة الاسلامية.. دا ماهو حقيقة.. بدليل أنه الناس البدعو ليهو ما بعيشوه.. وناس صريحين مشو للقومية العربية وللاتجاهات الإنتو عارفنها في العداوات العالمية.. النتيجة أننا أصبحنا أتباع للروس - أتباع للشيوعية العالمية.. فالمجتمع السليم بيُلتمس عندنا، لكن نحن ما عارفنو.. نحن المسلمين لو كان رجعنا ليهو نلقاهو وبسهولة ونقدمو للإنسانية كلها.. المجتمع السليم هو المجتمع الأفرادو سليمين.. الفرد السليم هو الفرد اللي إتحرر من الخوف، رضى بالله، سار بطمأنينة في حياته دي، يكدح بمجهود كبير جداً.. ما يُنتجو ماهو حريص عليه بالصورة اللي فيها الإدخار والبخل.. في سماحة مفتوحة على الإشتراكية.. أهو دا الإشتراكية البنتكلم عنها، ودي أنا أفتكر من المحكات البتجيب الاسلام ضروري حتى للماركسيين، أنه الإشتراكية عايزه أسباب تخليك إنت تَنْتِج.. الاشتراكية لمن قامت عند الروس، الإنتاج كان قبل ما تقوم الاشتراكية، الدافع الرأسمالي، إنت بتعمل وبتكسب.. الحاجة البتخليك تعمل بمجهود كبير جداً أنه البفيض من كسبك دا عن مصاريفك، دا مدّخرك.. إنت عايز تدّخر وأنا عايز ادّخر بالصورة المعروفة عندنا.. لمن جات الإشتراكية لتقول أنه - الإشتراكية أساساً بتقوم على أنه ما يزيد عن مصاريفك انت من كسبك يجب ياخدوه منك في النظام الجماعي ليعطوه لناس بستهلكوا لكن ما بقدروا ينتجوا لعجزهم، لأنهم عجائز او لأنهم عجزة أو لأنهم اطفال.. ا.. هنا ما بِقَى في دافع لينتج الإنسان في النظام الماركسي، لذلك قامت محاولات كثيرة من البداية قايمة على أنه يُراقَب، على أنه يكون في تجسس عليه، على أنه اذا كان الإنسان ماهو نشيط في الانتاج، إذا كان بنوم في الانتاج، إذا كان بتكاسل، إذا كان بستهلِك اكثر مما يُنتج، إذا بغُش.. دا لابد أنه يعتبر عدو للنظام ويُصفّي.. يُصفّي بالسجن، يُصفّي بالقتل.. باستمرار استمرت الحكاية دي في النظام الشيوعي لغاية ما جاء وقت فّكروا الناس الاشتراكيين الاقتصاديين أنه يجعلوا للانسان حافز شوية، مكافأه.. اذا إنت بتنتج احسن مما ينتج الآخر يدوك دخل شوية زيادة، مكافأة شوية.. إذا كان انتاجك نوعه أحسن كمان، لأنه النوع ضروري، برضو يدوك مكافأة شوية فبقت في رجعة للرأسمالية مرة تانية.. لكن الإسلام هنا لمن يدخُل بخلي في دافع ليك لتنتج انت لأنه انت بتعرف انه ما يقربك لي الله، ما يجعلك إنت في سعادة وفي رضا، في طمأنينة، في موعود أُخروي انت طامع فيهو ومطّلِع ليهو، أن تكون نافع للناس.. يعني نحن بلغت بينا التربية الإسلامية أنه الناس يُؤثِروا على انفسهم.. الإشتراكية والشيوعية دون دا.