إن للإحسان نورا يملأ القلب سرورا
وبه الأموات تحيا بعدما زارت قبورا
جنة الدنيا لمن قد شهد الدنيا غرورا
وهو يمن وأمان نافخ مني صورا
وهو ما بيني وبيني لم يزل يضرب سورا
أطلعت منه سمواتي شموسا وبدورا
وعروس الخدر تجلى أخذت كلي مهورا
وتجاراتي لديها إن أرادت لن تبورا
نثر الدوح علينا في ربا نجد زهورا
فانتشقنا نسمات وتأملنا النهورا
وجنينا ورد خد وترشفنا الثغورا
أيها الغائب عنا لا تقل بالله زورا
اترك اللوم ودعنا نشرب الحب خمورا
وعلى الحب أعنا إن تجد فينا قصورا
علنا من وجه هذا اللوح أن نمحو سطورا
والتجلي دك مني ومن الأكوان طورا
ليت هذا الأمر لو يدنو من القلب خطورا
والذي ينفر عنا ليته ينفي النفورا
عزة في كبرياء أرخت الكل ستورا
وهو ما زال على ما كان جبارا غفورا
والذي نحن عليه لم نزل فيه حضورا
ولقد أرسل أعواما علينا وشهورا
وأويقات وساعات توالت ودهورا
وعلا عن كل شيء وعن العلو وفورا
إنما الإحسان من إحسانه الوافي أجورا
وبه الأفلاك دارت ساكنات منه دورا
وبه الأملاك قامت تخدم الرب الشكورا
فاجتهد فيه وجاهد وعليه كن صبورا