ألم تر أن الله أسـرى بعبـده * من الحرم الأدنى إلى المسجد الأقصى
إلى أن علا السبع السماوات قاصدا * إلى بيتـه المعمور بالمـلإ الأعلـى
إلى السدرة العليا وكرسيّه الأحمى * إلى عرشه الأسنى إلى المستوى الأزهى
إلى سبحات الوجه حتى تقشعت * سحاب العمى عن عين مقلته النجلا
وكان تدلّيه من الأمر إذ دنـا * من الله قربا قاب قوسين أو أدنـى
وكانت عيون الكون عنه بمعزل * تلاحـظ ما يسقيه بالمورد الأحلى
وخاطبه بالأنس صــوت عتيقـه * توقف فربّ العرش سبحانه صلى
فأزعجه ذاك الخطاب وقال هـل * يصلّي إلهي ما سمعـت به يتلـى
وشال حجاب العلم عن عين قلبه * وأوحى إليه في الغيوب الذي أوحى
وعاين ما لا يقدر الخلق قدره * وأيّده الرحمــن بالعروة الوثقـى