إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

إنشاد القصائد الشعراء المنشدون مقدمون

القصائد العرفانية

يا من أرومهم بكل مرام

عبد الغني النابلسي

يا من أرومهمُ بكل مرامِ وأراهمُ في يقظتي ومنامي
وأنا بهم في جنة متنعم منهم بأنواع من الإنعام
كيف التفتُّ رأيت طلعة وجههم تزهو خلال ستائر الأوهام
ولقد حُظيت بهم على فُرُشِ التقى وأنا وإياهم لفيف قوام
ولقد تعانقنا فصرنا واحداً وطفت مياهُ الوصل نار أوامي
وعلي قد جادوا بما فوق المنى والغير ينتظر انكشاف لثام
أو ما ترى ذكري لهم متنوعاً وبهم عليهم صار شكري نامي
ومدحتهم بجميع ألسنة الورى في كل مرتبة وكل مقام
ونظمت ديوان التغزل كله فيهم بلفظ معجب ونظام
وأتيت فيه بكل معنى رائق في كل جارية وكل غرام
ومورَّد الخدين فاق بجيده وبطرفه الساجي على الآرام
يثني معاطفَه الدلالُ كأنه غصن وفي أعلاه بدر تمام
وذكرت كل لطيفة في روضةٍ وهزار دوحٍ مطرب الترنام
وجداول الأنهار والنسمات في حركاتها والزهر في الأكمام
الغصن يرقص والنواعير التي بالجنك قارنها غناء حمام
ومجالس الندمان قمت بوصفها والدن والساقي وكأس مدام
وكشفت بالآلات عن ألحانها وشرحت فرط صبابةٍ وغرام
وجميع ذاك مقصدي أنتم به وأجل ما مولى وكل مرامي
لا غيركم أربي وإن حوّلته عنكم بلفظي في الورى وكلامي
أنتم هم المعنى المراد بكل ما قد قلت عنكم والجمـــيع أسامي
وكذاك ديوان المديح جميعه فيـكم نشـرت به صـفات كـرام
ورسائل الإخــوان فيــــما بيننا مشمــــولة بتــــــحية وسلام
وصفات أهل العلم فيه شرحتها ومدحت كلَّ محقق علام
وجمعت أوصاف القضاة وفضلهم في مقتضى نـظري بـغير تعامي
والقصد أنتم بالجميع وذكرهم هو ذكركم عندي على الإبهام
وكذاك ديواني بمدح المصطفى والآل والأصحاب ذي الإكرام
قصدي به أنتم وفي لغتي لكم عنـدي الكــلام بســـائر الأقسام
فأسير سير الغافلين بقولهم أبداً وأقصد مقصد الأقوام
وأنا الذي في ظاهري متمسك بشريعتي في سائر الأحكام
وأنا الذي في باطني متحقق بحقائق التوحيد والإلهام
أنا مجمع البحرين موسى ظاهرٌ والباطن الخضر الأجل السامي
هيهات أن تنجو فراعين العدا مني وبحري بالمعارف طامي
وعليَّ من عين السرادق أعين للحق تحفظني مدى الأيام
وأنا لأطيار الحقيقة مخرس وأنا الإمام بها لكل إمام
وأنا البلاد وأهلها أنا لا سوى والشام من دون البرية شامي
والعارفون رعيتي في قبضتي والغوث والأقطاب من خدامي
فافتح عيونك في وجوه قلوبنا وانظر إلى الأحوال يا متعامي
واصدق وصادقنا ولا تنظر إلى ما يقتضي منها فهوم عوام
نحن الشموس وما خفافيش الورى تسطيع تبصر غير محض ظلام