أنا كعبة كل المعاني حجت إلي بلا تواني
وكذا الكمالات التي أبد سواي لها يعاني
كم طاف بي علم وجاء مقبلا حجر اللسان
وأتى إلى عرفات قلبي واقفاً يبغي بياني
يا واحداً ما في العيان له ولا في الغيب ثاني
أنا جفناك المكسور يا عيني ومنك الجبر داني
ولذا يكون الحسن في هذا وفي حور الجنان
قم للمدام أخاً الغرام وطف بنا في كل حان
واكرع حميا القدس من صور البرية في قناني
واشرب معي بيد المدير فحبذا أيدي الحسان
وأدخل كنيسة ديرها واعكف على بنت الدنان
متجرداً عن كل ما يلهيك عن هاتيك فاني
واسكر بها مع كل شماس يميل كغصن بان
واسمع مثانيك التي تتلى على صوت المثاني
ودع الجهول يظنّ منك ظنونه في كل آن
وأعلم بأنك لست تهدي من تحب مدى الزمان
أفتسمع الصمّ الذين بعيشهم هم في افتتان
أم أنت تهدي العمى عن ذل الضلالة والهوان
أتريد ترشد عصبة لشجاعهم قلب الجبان
خذ ما صفا لك بينهم واترك لهم كدر الأواني
وانزل إليهم لا تكلفهم إلى أعلى المكان
ولربما انقلبوا فلا تنكر لهم قلب العيان